القائم بأعمال سفارة أذربيجان بالجزائر الهام علييف لـ "نيوز الجزائر"

“نبذل جهودا لتطوير العلاقات بين البلدين… وكورونا فرملت المشاريع بيننا”

1
1386

المحتجزون الأرمن ليسوا أسرى الحرب هم إرهابيون ونسعى لإعادة بناء  ما دمره الأرمن

ندعم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية

يتحدث القائم بأعمال سفارة أذربيجان بالجزائر، إلهام علييف، عن عمق العلاقات الجزائرية الأذربيجانية الضاربة لجذور التاريخ التي تجمعها القيم الإسلامية والثقافة والتقاليد المشتركة، وأشاد علييف بالدبلوماسية الجزائرية التي وصفها بالناشطة والقوية جدا، وشكر الحكومة الجزائرية على كل المساعدات التي قدمتها لنشاط للسفارة، كما تحدث عن سعي حكومته لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وترقيتها ليستفيد كلا الطرفين من الإمكانيات المتوفرة لديهم، وذكر أن هناك بعض البرامج وبعض المشاريع التي لم تنفذ بسبب وباء كورونا، ومن المنتظر حدوث تبادل الزيارات بين البلدين في هذه السنة، كما رحب بجميع المواطنين الجزائريين ودعاهم  لزيارة أذربيجان.

***كيف تقيمون العلاقات بين أذربيجان والجزائر وما هي آخر مستجدات العلاقات الثنائية بين البلدين؟

تاريخ العلاقات الثنائية بين أذربيجان والجزائر هي علاقات ممتدة إلى جذور التاريخ لأني سمعت هنا أسماء عائلات تركية، وحتى سمعت أن هناك ألقاب بعض العائلات “أذري”، وبهذا فعلاقتنا تاريخية يجمعنا الإسلام يجمعنا الثقافة و التقاليد و العادات المشتركة، وأنا شاهدت تقاليد ومأكولات أذربيجانية، وكذلك رأيت أشغال يدوية وحرف كما هي في أذربيجان وكذلك هنالك أشياء أخرى تبين أن العلاقات بين الشعبية علاقات قديمة.

وفيما يخص العلاقات الحديثة أود أن أضرب مثالا في أيام الإتحاد السوفياتي كان هناك الكثير من الطلاب الجزائريين يدرسون في أذربيجان في العاصمة باكو في جامعة النفط والكيمياء، و جامعة الطب وفي المعهد العسكري  للملاحة البحريةوغيرها.

في الوقت الحاضر أيضا هناك علاقات بهذا الشكل، لأنه لما كان انتصار أذربيجان على أرمينيا اتصل بي الكثير من الجزائريين من بينهم طلاب بعضهم لا أعرفهم لقد استغربت حين قالوا لي درسنا في أذربيجان في التسعينيات، وكانت الجزائر بلد معروف للأذربيجانيين في أيام الإتحاد السوفياتي، وبهذا الشكل استمرت العلاقات إلى هذا الوقت، والآن هناك سفارة جمهورية أذربيجان بالجزائر وهناك سفارة الجزائر في باكو وكلا السفارتين تبذلان جهودهما لتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين.

 ***يشهد التبادل التجاري بين البلدين نقصا كبيرا مقارنة بالعلاقات الثنائية التاريخية، حسب رأيك ماهو السبيل لتطوير هذه العلاقات الاقتصادية؟

في أكتوبر 2019 لما كانت قمة حركة عدم الإنحياز في أذربيجان قام رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، بزيارة إلى أذربيجان للمشاركة في هذه القمة، وحين ذاك كانت  هنالك مقابلة بين الرئيسين في باكو، وقال رئيسنا إنه يجب تطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين، ويجب أن يستفيد كلا الطرفين من الإمكانيات لتطوير العلاقات.

وطبعا نحن نبذل جهودنا لتطويرها، وكانت لدينا بعض البرامج وبعض المشاريع في هذا الإتجاه، ولكن كما تعرفون في السنة الماضية كان العالم كله تعرض لوباء كورونا وهذا أثر تأثيرا كبيرا، الأمر الذي حال دون تحقيق وتنفيذ المشاريع المبرمجة بين البلدين، منها تبادل الزيارات الرسمية.

تطوير العلاقات في هذه المجالات يجب أن تكون هناك زيارات قبل كل شيء وكذلك يجب التوقيع على الإتفاقيات بين البلدين لأن المستثمر الأذربيجاني عند زيارته يجب أن يعرف معلومات مهمة وخاصة له للإستثمار وكذلك  المستثمر الجزائري عليه أن يعرف الوضع في أذربيجان، ولهذا السبب يجب تبادل الزيارات الرسمية وتوقيع الإتفاقيات بين البلدين وهذا سيمكننا من تطوير العلاقات في هذه المجالات ونحن الآن ننتظر تبادل الزيارات بين البلدين في هذه السنة.

***ماذا عن المجال الدبلوماسي؟

كما ذكرت هنالك سفارة أذربيجان في الجزائر وسفارة الجزائر بباكو علاقتنا الدبلوماسية طيبة وجيدة على أعلى مستوى، وأنا أشكر الحكومة الجزائرية على كل المساعدات التي قدمتها لنشاط السفارة.

***هل هناك تسهيلات من الحكومة الأذربيجانية لدخول المواطنين الجزائريين إلى أراضيها؟

إن عدد سكان أذربيجان قليل جدا مقارنة بسكان الجزائر، ولكن أذربيجان عملت للجزائريين طريق أون لاين لأخذ التأشيرة، فأي جزائري له جواز السفر الجزائرييمكنه أن يدخل بهاتفه أون لاين ويدفع النقود ويأخذ تأشيرته إلى أذربيجان، لكن حاليا في وضع كورونا هناك استثناءات وهذا هو قانون أذربيجان، أما بالنسبة للأذربيجانيين في زيارتهم للجزائر نحن نبرمج بمساعدة السفارة الجزائرية في باكو ستقدم لهؤلاء السياح تأشيرة أيضا في المستقبل، حاليا الأذربيجانيين يجب عليهم أن يذهبوا إلى إسطنبول ليتمكنوا من أخذ التأشيرة من القنصلية الجزائرية هناك.

***هل ازداد عدد السياح الجزائريين إلى أذربيجان بعد استعمال هذه التأشيرة الإلكترونية؟ وكم يبلغ عددهم سنويا؟

قبل كورونا هناك تقريبا حوالي 20 سائح جزائري في العاصمة باكو.وأذربيجان ترحب بجميع السياح، وأنا مسرور جدا لأني أسمع الكثير من الأشخاص الجزائريين يودون زيارة أذربيجان، وأنا أقرأ في الصحف تعليقات بعض الأشخاص الذين زاروا أذربيجان وقالوا عنا إننا شعب مضياف مثل الشعب الجزائري ويتمنون زيارتها مرة أخرى وأنا فخور بهذا وكل الشعب الأذربيجاني، كما قلت في البداية أن هناك تشابه كبير بيننا فالشعب الجزائري إذا علم أنك أجبني في بلاده يحاول دائما مساعدتك ويحترمك.

***هل هناك تعاون بين البلدين في المجالين الثقافي والأكاديمي؟

في المجال الثقافي في عام 2019 قامت وزيرة الثقافة الجزائرية بزيارة إلى أذربيجان وكما ذكرت أن كلا الجانبين يبذلان جهودهما لتعزيز العلاقات الثقافية، و في وزارة الثقافة الجزائرية يعرفون أذربيجان جيدا، موسيقى أذربيجانية مسرحيات أذربيجانية، وحتى هناك ملحن أذربيجاني رؤوف حاجييف إشتغل هنا فترة طويلة في السبعينيات، وجمع الموسيقى الشعبية الجزائرية وكان معروفا هنا، وزارة الثقافة يعرفونه، وسابقا كان هنا المهرجان الدولي الثقافي في الجزائر، ونحن برماجنا بأن يشارك الوفد الأذربيجاني في هذا المهرجان ولكن وضع كورونا لا يسمح.

إلى جانب العلاقات الثقافية أود أن أقول إن في مجال التعليم أيضا هناك علاقات وأنا ذكرت أنه في التسعينيات كان الجزائريين يدرسون في أذربيجان وحاليا أيضا الحكومة الأذربيجانية تخصص منح دراسية للدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الإنحياز وكل سنة طالبين من الجزائر يدرسون في أذربيجان على منح الحكومة الأذربيجانية وهذا شيء جميل ونحن نود أن نستمر في هذه العلاقات مستقبلا

***هل تتفق الجزائر مع أذربيجان حول القضايا المتعددة على الساحة الدولية وما رأيك في الدبلوماسية الجزائرية؟

الدبلوماسية الجزائرية ناشطة وقوية جدا، ونحن نقدرها تقديرا عاليا، وأقول إن الكثير من الأذربيجانيين اشتغلوا في الجزائر كخبراء للاتحاد السوفياتي والبعض يظنهم من روسيا ولكن هم كانوا أذربيجانيين، وأسماؤهم موجودة في استكشاف آبار النفط في الجزائر، وحاليا توجد مؤلفاتهم المترجمة إلى العربية وإلى الفرنسية، فأول عملية لإستخراج النفط في العالم في البر والبحر كانت في أذربيجان وتم حفر أول بئر النفط في أذربيجان قبل 174سنة ولهذا السبب هناك خبرة كبيرة لأذربيجان في صناعة الطاقة.

حاليا أيضا هناك أذربيجاني يشتغل أستاذا في جامعة بومرداس وهو إنسان مسن جاء إلى الجزائر وبقي هنا وقال هذا وطني أيضا وأخذ الجنسية الجزائرية ومزال يدَرس حاليا في الجامعة.

كل العالم تدعم سيادة أذربيجان ووحدتها الترابية حسب المعايير والقوانين الدولية ونحن نقدر هذا تقديرا عاليا ونشكر جميع العالم وكذلك الجزائر أيضا.

***هل توجد جالية أذربيجانية في الجزائر وكم يبلغ عددها؟

للأسف الشديد لا توجد هنا عائلات أذربيجانية ولكن سمعت أن هناك عائلات لقبها آذري يمكن أنهم جاؤوا إلى هنا قبل مئات السنين، أما حاليا كسفارة نعلم أن هناك عائلة وحيدة فقط متكونة من سبعة أشخاص يعيشون في بومرداس وهو الأستاذ الذي سبق ذكره هو وعائلته أراد الاستقرار في الجزائر ويزور أذربيجان من الحين إلى الآخر ولكن هو مستقر ومرتاح جدا في الجزائر.

***شهدت الآونة الأخيرة حربا بين فلسطين والكيان الصهيوني كيف كان موقف أذربيجان من هذه القضية؟

عموما أذربيجان كبلد تعرض لعدوان وعانى من مشاكل الحرب، ودولتنا دائما مع مبدأ الحوار وإلى جانب السلم، وبخصوص فلسطين وموقفنا ثابت نحن ندعم دولة فلسطين عاصمتها القدس الشرقية، وهذا موقف أذربيجان حكومة وشعبا وموقفها دائما ثابت، وهناك سفارة فلسطين في أذربيجان ونحن فخورين بهذا، وأذربيجان استضافت الكثير من المؤتمرات الدولية الخاصة بموضوع القدس والسفراء الفلسطينيين في باكو، وأذربيجان دائما تدعم الشعب الفلسطيني الشقيق.

***بعد توقيع اتفاقية وقفإطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان،شهدنا بعض الادعاءات لأرمينيا ضد اذربيجان ، ما هو رأيكم بهذا الخصوص؟

بدأت ادعاءات أرمينيا العدوانية الأخيرة لأننا نحن في باكو في العاصمة فتحنا حديقة الغنائم العسكرية أي الغنائم المأخوذة أثناء الحرب التي استمرت 44 يوم، ولكن أرمينيا وبعض القوى الداعمة لها قالوا أن هذا فعل غير إنساني، والجانب الأذربيجاني شرح لأرمينيا و لجميع القوى الداعمة لأرمينيا أن هذا شأن داخلي يخص أذربيجان.

كما تعرفون أنه في 10 نوفمبر تم توقيع البيان الثلاثي بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا لوقف إطلاق النار الذي يحتوي استسلام أرمينيا،  ووفقا لهذا البيان تم انسحاب قوات أرمينيا من أراضي أذربيجان غير المحررة أثناء الحرب التي استمرت 44 يوما بين أرمينيا و أذربيجان، و فيما يخص المحتجزين الأرمن الذين عملوا استفزازات عدوانية جديدة في أراضي أذربيجان بعد وقف العمليات الحربية فهم إرهابيون و ليسوا بأسرى الحرب.

وأود إعلامكم أن أذربيجان في 12 جوان سلمت 15 محتجزا أرمينيا إلى أرمينيا في الحدود الأذربيجانية-الجورجية بمشاركة ممثلي جورجيا وذلك بمقابل تسليم أرمينيا في نفس اليوم الى الجانب الأذربيجاني خرائط حقول 97 ألف لغم مضاد للدبابات والمشاة مزروع في محافظة أغدام الأذربيجانية.

أما بخصوص تعيين الحدود الأذربيجانية-الأرمينية فتدعي أرمينيا أن قوات اذربيجانية دخلت أراضي أرمينيا، و هذا ادعاء كاذب اخر لأرمينيا لأن أذربيجان تطالب وتدعو لتعيين الحدود بين البلدين على أساس الحدود المعترف بها دوليا.

***ما هي آخر تطورات الوضع في إقليم كرباخ؟

بعد وقف الحرب تقوم أذربيجان بأعمال الترميم في الأراضي المحررة بإنشاء الطرق والمحطات الكهربائية و المطارات و المنشآت الجديدة للبنية التحتية، لأن أرمينيا دمرت فيها كل شيء  حتى المساجد والقبور ايضا، وهناك مدينة أغدام يسمونها حاليا”مدينة الأرواح” لأنه لم يتبقى هناك شيء تدمرت كلها، وقبل عدة أيام زار رئيس الجمهورية إليها، وقام بإرساء إنشاء المدينة من جديد.

قبل عدة ايام قام توجه رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان إلى مدينة شوشا الاذربيجانية المحررة من احتلال ارمينيا و تعتبر قلب كاراباخ  الجبلية ، وستقبله رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف فيها.

وكان  لقاء على حدا بين الرئيسين في شوشا وجرت مراسم توقيع على بيان شوشا حول علاقات التحالف بين جمهوريتي أذربيجان وتركيا و وقع عليه رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف ورئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان.

وفي محله أود أن أشرح لكم معنى كلمة قراباغ لأنها مأخوذة من كلمتين أذربيجانيتين: “قرا” هو أسود و”باغ” هو “حديقة” و معنى كلمة قراباغ هي “الحديقة  السوداء” لأن تلك المناطق غنية بالغابات الوافرة السوداء.

***كيف تحددون دور أذربيجان في المشهد العالمي عموما؟

أذربيجان حاليا بلد متطور ومتقدم وهي حاليا تستفيد من ثرواتها الطبيعية وتلعب دورا هاما في أمن الطاقة لأوروبا، وفي أذربيجان عدد البطالة كان 56 بالمئة الآن صار 5 بالمئة، وأذربيجان بلد العلم والثقافة وعلمائها معروفين في العالم في العديد من المجالات.

وأذربيجان بلد مؤلف للمشاريع الدولية الكبرى، لدينا خط أنابيب من باكو إلى تركيا إلى أوروبا والسكة الحديدية يعني مشاريع مختلفة ذات الأهمية الدولية .

وأذربيجان تمارس سياسة الحوار والصداقة مع كل الدول وهي بالرغم من أنها كما ذكرت في البداية جزء من العالم الإسلامي فتعتبر مركزا للحوار بين الثقافات في العالم و لها علاقات الصداقة والتعاون مع جميع الدول للعالم وعلاقات إستراتيجية مع الدول المجاورة.

أذربيجان تستضيف المؤتمرات الدولية لحوار الثقافات وتشارك فيها مختلف الدول سواء الإسلامية أو غير الإسلامية، ونحن نحاول تقوية العلاقات الأخوية وعلاقات الصداقة بين جميع الدول.

اليوم ويعتبر الاقتصاد الأذربيجاني الأسرع نموا على مستوى دول وسط آسيا وبحر قزوين حيث تشهد جمهورية أذربيجان نهضة اقتصادية على مختلف المستويات وتتطلع إلى مستقبل زاهر لاستكمال بنائها ونهضتها الحديثة ذلك بفضل قيادتها الممثلة في فخامة الرئيس الهام علييف الخليف اللائق للزعيم القومي حيدر علييف.

تمتلك أذربيجان ثروات طبيعية غنية و تعتبر بلد النفط و الغاز وكما ذكرت آنفا تم حفر أول بئر النفط فيها في عام 1847م، وكذلك أول استخراج النفط صناعيا في البحر وفي البري كان في أذربيجان أيضا ولأذربيجان حاليا صناعة طاقية حديثة معروفة في العالم.

وتلعب أذربيجان دورا هاما في أمن الطاقة لأوروبا، ولها علاقات التعاون المثمرة في مجال الطاقة مع العديد من دول العالم و منها الجزائر أيضا.

حاورته: رميساء رحماني

1 تعليق

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا