بين التعليق والتحفظ في رد الرئيس تبون :

معاني مواصلة تنفيذ البرنامج.. والإلتزامات

0
361
لم يسهب الرئيس عبد المجيد تبون، خلال اللقاء الدوري مع الصحافة، في الرد عن الأوساط التي تشيع عنه مغادرة وشيكة للسلطة، مكتفيا بالتعليق أنهم “أشخاص في قلوبهم مرض“، مثلما لم يدفعه الأمر بالرد عن الاعلان لترشحه للرئاسيات المقبلة من عدمه.
وبين التباين في ما طرح عليه، بالتعليق والتحفظ، وبترك الوقت المناسب للإجابة على بعضها، فضٌل التركيز على أن هناك برنامج يواصل حاليا في تنفيذه خلال عهدته الرئاسية الحالية التي لم يتبقى منها سوى 5 أشهر، مع التركيز أيضا على الاستمرار في برامج تنموية هيكلية.
الأمر المميز في إجابات الرئيس، إضافة إلى الفصل بين المسائل، إلا أنها ترتكز أيضا على الدروس التي يلقنها الجزائريون، وفي مقدمتها التحلي بالضمير والاخلاص للوطن، ما يجسد التمسك والتجدر في الإرادة الشعبية المنتمي إليها والمساندة له عامة، وحتى تلك المعبر عنها من طرف قوى سياسية عديدة، أظهرت توجهاتها وتفاعلاتها الحزبية في تثمين مسار بناء الجزائر الجديدة، غير المتنكر للمكاسب المحققة والمعزز بالتحديث لها، والاعتماد على الامكانيات والطاقات الوطنية.
لقد صنعت إلتزامات الرئيس تبون، المكتوبة من أجل التقييم والمحاسبة، عبر محاورها الخمسة وتفرعاتها الـ54، رؤية واضحة للحكومة ومؤسسات الدولة، في الإقتصاد ببعث النمو والتنمية، في الاجتماعي والثقافي لتحسين معيشة المواطن، سياسة خارجية إستباقية باعثة للدبلوماسية الجزائرية، وتنفيذ إستراتيجية معززة للأمن والدفاع الوطني وإسترجاع هيبة الدولة.
وهي المحاور التي تجسدت عبر آليات التنفيذ بديناميكية متعددة وممنهجة في إعادة التأسيس والتكامل والتنفيذ، منها ما شمل:
• أولا: إيقاف النزيف بتدهور الحكامة وأزمة ثقة عميقة بين السلطة والمواطن، وتلوث الحياة السياسية وتفشى الفساد وإستباحة المال العام.
• ثانيا: التقويم بالإصلاحات لتكييف المؤسسات مع التحولات الناتجة عن حقيقة الوضعية الوطنية والتغيرات العميقة القائمة على الصعيد الإقليمي والعالمي.
• ثالثا: سياسة التحديث التي ترتسم ملامحها باسترجاع الجزائر لنخوتها والإرتياح لحالة الرضى تجاه التطور الحاصل بالبلاد عبر نهضة تنموية ترتكز على الإستغلال الأمثل والنوعي للمقدرات الوطنية.
وبالرغم من أن نتائج الإصلاحات التي أنجزت في السنوات الأخيرة تبعث على الكثير من الارتياح، مثلما يجمع عنها، إلا أنها ما تزال تحتاج إلى المواصلة والعمل، بعضها يستوجب المدى الطويل، إلى جانب ما أطلق من مشاريع مهيكلة للتنمية بشكل شامل.
في إطار ذلك، كان الرئيس تبون يطلع الجزائريين عن قرب على الأوضاع السياسية والإقتصادية وحتى الأمنية في البلاد، ويبلغ التعليمات والتوجيهات حول قضايا الساعة أو حول الملفات التي ترفع إليه للفصل، متخذا من التواصل والحوار البَناء ثقافة لتسيير الشأن العام، دون إغفال تحديد الآفاق الموالية، وبالأرقام، حتى وإن تباينت بعض القراءات والأحكام بشأنها، لكن يبقى هو من حركها ويحركها، بتغليب مسيرة البناء كنهج منطقي، وتشديد الوعي بالمسؤولية ورص الصفوف وتقوية الجدار الوطني.
اليوم، وبعد سنوات من الجهد وممارسة شؤون الدولة، فإن ملايين المواطنين يعرفون جيدا رئيسهم الذي لبى مطالب المناداة بإنقاذ الجزائر، فأخرجها إلى بر الأمان وأبعدها عن المخاطر التى كانت محدقة بها، مثلما يقفون على أعماله بنتائجها الإيجابية الآن، ومنها ما يحتاج إلى مواصلة في تنفيذها بعد تجديد رسم معالم سياستها بمؤشرات الثقة والأمل.
مختار بوروينة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا