مختصون يؤكدون نجاعة زراعة الشمندر السكري بولاية الوادي

100 ألف هكتار تضمن حاجيات الجزائر من السكر

0
2957
الشمندر السكري

حققت تجارب لأصناف من الزراعات الإستراتيجية على غرار الشمندر السكري وقصب السكر التي جسدت بأقاليم فلاحية بولاية الوادي نتائج “مشجعة” تؤشر إلى إمكانية ازدهار هذا النوع من الأنشطة الزراعية بجنوب الوطن.

وأبرز مهنيون ومهندسون في الفلاحة أن التجارب “الناجحة” في أنواع من الزراعات الإستراتيجية التي شهدتها عدة مناطق بالجنوب التي تزخر بمساحات زراعية شاسعة بمرافقة من المختصين في الفلاحة الصحراوية فرص تحقيق اكتفاء ذاتي من مادة السكر ذات الاستهلاك الواسع وهو ما سيسمح آليا بتخفيض فاتورة الاستيراد.

وأشير في هذا الصدد أن زراعة 100 ألف هكتار من الشمندر السكري تضمن تحقيق حاجيات الجزائر سنويا من مادة السكر بإنتاج 2,12 مليون طن.

وصرح في هذا الصدد أحمد علالي، أستاذ بقسم العلوم الفلاحية بجامعة الوادي لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه رافق تقنيا أول تجربة لزراعة الشمندر السكري بولايات الجنوب والتي جسدت بولاية الوادي في 2015 بإحدى المستثمرات الفلاحية ببلدية كوينين ثم توسعت سنتي 2016 و2017 لتشمل حقول زراعية ببلديتي قمار وحاسي خليفة.
وأكد الأستاذ الجامعي أن النتائج المخبرية التقنية المدروسة والتجارب الحقلية التي أجريت على هذا النوع من الخضروات الصناعية أثبتت نجاعة زراعتها بمناطق الجنوب لتوفرها على الخصائص الملائمة للزراعة وهي التربة والماء والمناخ.

وذكر أن زراعة 100 ألف هكتار من الشمندر السكري بمحصول 90 طن في الهكتار الواحد يضمن تحقيق إكتفاء ذاتي وتلبية حاجيات الجزائر من السكر والسكاكر بصفة عامة، فهي تسمح بإنتاج 2.12 مليون طن من السكر بنسبة سكر عالية تقدر بـ 23.6 بالمائة، وهي أعلى بكثير من النسب العالمية التي لا تتجاوز في أحسن الأحوال 16 بالمائة.
وقد نجحت هذه الزراعة بالأراضي ذات الملوحة العالية التي تتعدى نسبة الملوحة بها 6.4 غرام في اللتر الواحد وتتميز بتربة كلسية، حيث أثبتت الدراسات المخبرية أن ملوحة الأرض وراء تحقيق النسبة العالية للسكر في محصول الشمندر السكري.

وأضاف المتحدث، أن “التجارب الحقلية أكدت أن الشمندر السكري يحقق نتائج نمو باهرة في الأراضي الزراعية المهلكة، مما سيساهم في تأهيل الأراضي الزراعية نظرا لدور هذه الزراعة في تنشيط التربة من الناحية البيولوجية والقضاء على أمراض التربة، ويزرع وينمو بدون تسميد معدني أو عضوي أو مبيدات كيميائية وهو يضمن ربحية للفلاح وأيضا توفير منتوج بيولوجي”.

وبخصوص استهلاك هذه الزراعة لذات المحصول لكميات كبيرة من المياه الجوفية، يرى الباحث أن هذا الطرح “لا يستند إلى أسس علمية، مشيرا أن زراعة هذا النوع من المنتوج الفلاحي الصناعي لا يستهلك سوى 10 آلاف متر مكعب من المياه في الهكتار الواحد بتقنية السقي بالتقطير، أي أنه أقل استهلاكا للمياه من زراعة الثوم والبصل”. مشيرا إلى أن” توزيع 10 آلاف هكتار من مساحة زراعة الشمندر السكري التي تلبي احتياجات الجزائر من مادة السكر، على بلديات الوطن باعتباره ينبت في كافة مناطق الوطن، ستحتاج إلى نحو 65 هكتار من الأراضي في كل بلدية، و دون حاجة الى كميات كبيرة من مياه السقي.

وأوضح الأستاذ الجامعي، أن “الشمندر السكري يضمن بعد جني الجزء الأخضر منه كميات تصل إلى 80 طن، موفرا بذلك 200 حزمة علف بقيمة غذائية تنافس البرسيم، مشيرا إلى أن 200 حزمة برسيم تستهلك حوالي 2.000 متر مكعب من المياه، علاوة على استغلال تحويل البقايا ذات القيمة العلفية العالية، وهو اقتصاد للمياه بطريقة غير مباشرة.

ش.الياس

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا