سنوات عجاف وكارثة تهدد المغرب

0
106
كشفت بيانات أصدرتها وزارة التجهيز والماء المغربية عن تداعيات خطيرة على المغرب بسبب قلة مياه الأمطار وفراغ مخزون العديد من السدود، لافتة إلى نقص هائل يهدد البلاد بجفاف وسنوات عجاف.
وقالت الوزارة، إن المغاربة استبشروا خيرا بالتساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها البلاد خلال اليومين الماضيين.
وتسبب انحباس الأمطار بتدنٍ كبير في مستوى الأنهار المعروفة، على غرار نهر ملوية (شمال) أحد أكبر أنهار المغرب، الذي بات عاجزا عن الوصول إلى مصبه للمرة الأولى في تاريخه بسبب الجفاف الشديد وكثرة الاستهلاك.
وأعادت تلك البيانات الأمل ولو بشكل جزئي للفلاحين في إنقاذ موسم زراعي تضرر من الجفاف الذي يستمر في عامه السادس على التوالي، مخلفاً نقصاً هائلا سواء على مستوى المياه أو مخزون السدود.
ورفعت التساقطات الأخيرة نسبة قليلة من مخزون السدود تراوحت بين 0,37 و6,41 بالمائة وشهدت النسبة الإجمالية لسدود المغرب ارتفاعا بنسبة 0,54 بالمائة، أي ما يعادل أكثر من 3771 مليون متر مكعب من المياه.
وأضحت سبعة سدود كبرى شبه فارغة من المياه، إذ لم تتجاوز بها نسبة الملأ 10 بالمائة، حسب آخر البيانات الرسمية.
وتعتمد مساحات واسعة من البلاد على الزراعة المروية أكثر من الزراعة البعلية، الأمر الذي يستنزف كميات المياه اللازمة للاستخدام الآدمي، حسبما نقلته وكالة “الأناضول“.
ودفع هذا الوضع المائي الخطير الذي يعيشه المغرب الحكومة لاتخاذ عدة تدابير طارئة تخفف من آثار أزمة المياه.
ومن بين هذه التدابير منع سقي الملاعب والمساحات الخضراء بالمياه الصالحة للشرب، وملء المسابح العمومية والخصوصية مرة واحدة في السنة.
ومن التدابير أيضاً قرار إغلاق الحمامات العمومية التقليدية ومحلات غسل السيارات ثلاثة أيام في الأسبوع.
وهدد الجفاف وندرة المياه المغاربة بظهور أمراض وأوبئة، وفق ما ذكره الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي.
وقال الطبيب إن “الأمراض التي تظهر مع توالي سنوات الجفاف والاحتباس الحراري قد تطال الجهاز التنفسي للإنسان، الذي يتأثر بسبب جفاف التربة واستعمال الأسمدة والمبيدات التي تجف بسرعة فتتطاير في الهواء عن طريق الرياح مسببة أمراض مرتبطة بهذا الجهاز”.
وقد يصل أثر الجفاف لدرجة الإصابة بأمراض صدرية وانتشار الفيروسات والاصابة بمرض التهاب السحايا حسب الطبيب المغربي.
كما يؤدي شح المواد الغذائية الناتج عن الجفاف للإصابة بأمراض بالجهاز الهضمي بسبب التعرض لسوء التغذية، وأمراض تعفنية ناتجة عن قلة النظافة واستهلاك مياه غير صالحة للشرب، فضلاً عن أمراض متنقلة عن طريق الحشرات.
ومن التداعيات الخطيرة للجفاف ونقص المواد الغذائية التأثير السلبي والخطر على الصحة النفسية والعقلية للإنسان.
وتقول الدراسات إن سكان القرى الذين يعتمدون في مدخولهم على الزراعة يتعرضون لضغوط نفسية خطيرة بسبب اعتمادهم على الأمطار، وبسبب أزمة الجفاف، يعيشون تهديدا في قوت يومهم ما قد يعرضهم لأمراض نفسية وعقلية.
ودعا نشطاء عبر مواقع التواصل ملك المغرب محمد السادس، لضرورة التحرك وإيجاد حلول عملية لهذه الأزمة التي تهدد أمن المغرب القومي.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا