يترافق حلول فصل الصيف، مع حالات صحية عدّة تؤثّر على صحة المواطن حيث يأتي التسمّم الغذائي الذي تفاقمه الحرارة المرتفعة.
“أعاني من تسمم غذائي”… جملة نسمعها دائما، هذا إذا لم نتعرّض نحن لتسمم غذائي، لا سيّما في فصل الصيف، ولا شكّ أنّ ذوي المناعة الضعيفة كالأطفال وكبار السن والنساء الحوامل وأصحاب الامراض المزمنة، وغيرهم معرّضون أكثر من سواهم إلى خطر التسمم بالغذاء، غير أنّ كلّ واحد منّا مهدّد بذلك في حال لم يتّبع الإرشادات الوقائية اللازمة عند تناول الأطعمة.
والتسمم الغذائي يأتي نتيجة تلوّث الأطعمة بأنواع مختلفة من الجراثيم، ومن المعروف أنّ الجراثيم تتكاثر عندما تكون الحرارة مرتفعة وتراوح ما بين 25 و45 درجة مئوية، لذلك كلما ارتفعت درجات الحرارة ازداد احتمال التعرّض لأمراض معوية، وهو الأمر الذي يستوجب اتخاذ احتياطات صحية إضافية لتفادي التعرّض إلى تلك الجراثيم الضارة.
وتتكرر حالات الإصابة بالتسمم الغذائي صيفاً، وهو ما يستدعي تشدداً أكبر في الرقابة الصحية على المطاعم ومحلات بيع اللحوم والحلويات والألبان وغيرها من الأطعمة الطازجة، وذلك لضمان استيفائها المعايير الصحية اللازمة.
ويطالب المعنيّون والجمعيات والمنظمات وخاصة منظمات حماية وارشاد المستهلك من المواطنين وجوب توخّي الحذر من المصادر التي يشترون منها أطعمتهم.
في هذا السياق، أطلقت الجمعية الوطنية لحماية وارشاد المستهلك حملة توعية، في النشرات المعدة للتوزيع على نطاق واسع والتي يتم عرضها أو توزيعها بشكل عام في الأماكن العامة، ويوصى عند التسوق بالامتناع عن “شراء أغذية قابلة للتلف غير معروضة داخل الثلاجات، والخبز المباع على الأرصفة والمخابز الخارجية، وزجاجات المياه والمشروبات المعروضة والمنقولة في الشمس، ومنتجات غير محددة لا تحمل علامات، إضافة إلى اللحوم الحمراء التي لا تحمل ختم الطبيب البيطري، الدجاج غير منزوع الأحشاء واللحوم المفرومة المعدة مسبقًا “، وبحسب هذه المنظمة الغير ربحية، فقد سجلت الجزائر بالفعل عددا كبيرا من حالات التسمم الجماعي حتى قبل موسم الصيف والأمور “تبدو سيئة للغاية”.
وقالت عضو في منظمة حماية وارشاد المستهلك، الدكتورة بن سعادة فيروز، لـ”نيوز الجزائر”، إن “من أهم الأسباب التي تعرض المستهلك لخطر التسمم أثناء الأكل في المطاعم خاصة في فصل الصيف يعود أساسا غياب ثقافة غسل اليدين أثناء إعداد الطعام”.
وأضافت المتحدثة “هناك عادات سيئة تتبع من طرف ربات المنازل وهو عدم وضع الأطعمة سريعة التلف اثناء شرائها في الثلاجة، كما أنهن يستعملن اللحوم المجمدة بطريقة سيئة تضر بصحتها وصحة أفراد العائلة”، وتابعت “خطر التسمم يكون محسوسا خاصة في الولائم والأعراس”.
وعن دور المنظمة في التوعية من مخاطر التسسم، تقول محدثتنا “المنظمة تقوم كل سنة بحملة تحسيسية لتفادي التسمم الغذائي في كل المكاتب الولائية عبر التراب الوطني وذلك بشراكة مع وزارة التجارة، باسم حملة قف لا تسقني سما”، كما انه “تم اعتماد المطويات من أجل تحسيس المستهلك وتكثيف الخرجات الميدانية لتوعية المستهلك لمدى خطورة التسمم الناتج عن الغذاء الغير صحي”.
ودعت الدكتورة بن سعادة المواطنين “لضرورة مراقبة غذائه، ومشترياته وطريقة تخزينها للحفاظ على صحته وصحة أبنائه”، مضيفة أن “فصل الصيف هو فصل استثنائي وخطر التعرض للتسمم الغذائي وارد بصفة كبيرة”.
كريمة مكاحلية
