إعلان الجزائر اقترح حلولا للأزمات والقضايا العربية

0
301

أكد الدكتور محمد لعقاب على أن البيان الختامي القمة العربية الـ 31 المنعقد بالجزائر قد صيغ بطريقة ذكية، وحمل رسائل مباشرة إلى إثيوبيا، تركيا، إيران والكيان الصهيوني، كما تحدّث عن القضايا المستجدة فقط وركز خاصة على القضية الفلسطينية، كما أشار البيان إلى حق عودة اللاجئين والمطالبة بتعويضهم سابقة في الأدبيات العربية، كما أنه ولأول مرة في تاريخ القمم العربية لم يسجل أي تحفظ من طرف القادة العرب، وأخيرا أكد الدكتور على أنّ رسالتي بوتين وشي الروسية والصينية تؤكدان على عالمية قمة الجزائر.

كما أشار الدكتور، إلى أنّ البيان الختامي، لم يتطرق إلى القضايا التي طُرحت في القمم السابقة، واكتفى بالإشارة إليها فقط، وهذا ما يعني أنّ كل القضايا التي تضمنها “إعلان الجزائر” مستجدة، باستثناء القضية الفلسطينية، التي تم التطرق إليها بشدة وتركيز عاليين.

ومن بين النقاط التي أثارها البيان، قضية اللاجئين وحقهم في العودة، والمطالبة بتعويضهم، ومصطلح “التعويض” وجده غير متداول في الأدبيات العربية السابقة، وهذا ما يجعل حق العودة والتعويض اللاجئين، قضية حساسة للغاية…هذا وقد خصّ البيان فقرة لكل دولة من دول الأزمات، مؤكدا التزام كل دولة بفقرتها وأنّ كل دولة مطالبة بعدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة أخرى، بل هي مطالبة بالمساعدة والحوار والمصالحة، وبذلك استفادة دول الأزمات من نتائج قمة الجزائر بأقصى سرعة، لأنّ استقرار الوطن العربي يأتي بالتفاهم بينها.

أما فيما يخص الدعوة إلى منطقة شرق أوسط خالية من السلاح النووي، فأنّ الدعوة موجهة إلى الدول الأجنبية والرامية إلى رفضها لامتلاك الكيان الصهيوني وكذلك إيران للسلاح النووي، ونوه الدكتور إلى أنّ الكثير من الدول العربية، تساند إيران في امتلاك السلاح النووي لأغراض سلمية، عكس الكيان الصهيوني، الذي يستخدمها لأغراض عسكرية.

أما فيما يخص لعلاقة الدّول العربية مع دول الجوار ومحيطها الإقليمي، وهي أثيوبيا وتركيا وإيران وكذلك الاتحاد الأوروبي، فقد دعا البيان إلى علاقات متوازنة وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، لا عسكريا ولا سياسيا، كما أن البيان جاء في صيغة توافقية أرضت الجميع، كما جاء على لسان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، عندما قال أنّه لأول مرة في تاريخ الجامعة العربية لا يوجد أي تحفظ على كل النقاط المطروحة، سواءً التي تمت مناقشتها أو التي جاءت في البيان الختامي، وهذا دليل واضح على نجاح القمة.

أما فيما يخص رسالتي الرئيسين الروسي والصيني إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وإلى القادة العرب، أكدّ لعقاب بأنّ العديد من الدول العربية، على غرار الجزائر ومصر والسعودية، مرشحين للانضمام إلى “البريكس” التي تعتبر الصين وروسيا أهم دولتين في هذه المنظمة، وهنا يضيف الدكتور لعقاب أنّ بوتين أراد أن يقول للعرب أنّه بإمكانهم تشكيل قطب خاص بهم في عالم متعدد الأقطاب، كما أتت رسالة الرئيس الصيني شي جين بينغ وكأنّها مكملة لما جاء في رسالة بوتين، خاصة أنّه تحدث عن عمق العلاقة بين الصين والجزائر التي وصفها بـ “الأبدية”، وبين الصين ومختلف الدول العربية، كما أنّه طالب بمزيد من التعاون والتكامل والمنافع.

كما منحت هاتين الرسالتين “قمة الجزائر” بعدا عالميا، حتى في ديباجة “البيان الختامي” الصادر عن القمة العربية،عن إمكانية تشكيل قطب مؤثر وفاعل في عالم متعدد الاقطاب، دون أن ننسى ذكر حركة عدم الانحياز التي تم الإشارة إليها صراحة في “إعلان الجزائر”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا