المستشار بوزارة الثقافة الليبية سابقا احمد العيساوي ل"نيوز الجزائر":

الليبيون سعداء بسقوط النهضة وعدم متابعة قيادتها قضائيا لن يسقط الإخوان بشمال إفريقيا

0
608

تتواصل مراقبة ما ستؤول إليه التطورات الحاصلة بالشقيقة تونس، وسط آراء حذرة، بعدما لم يعلن الرئيس التونسي “قيس سعيد” عن الإجراءات والقرارات التي سيتم اللجوء لها، بعدما علق أشغال البرلمان لمدة شهر وأقال رئيس الحكومة “هشام المشيشي”، ومنع السفر على كل الشخصيات والقيادات والمسؤولين في مختلف المجالات ورجال المال والأعمال، في وقت اعتبرت حركة النهضة بقيادة “راشد الغنوشي” رئيس البرلمان، ما حدث انقلابا على الدستور، وكذلك تركيا وحمس بالجزائر، في حين باركت باقي التنظيمات والأحزاب السياسية الفاعلة بتونس القرار، داعية الرئيس إلى احترام الدستور مادام قد استند في قراره على تفعيل المادة 80 من الدستور. ولمعرفة مدى تأثير ذلك على المنطقة وعلى الوجود الإخواني بشمال افريقيا، تواصل موقع “نيوز الجزائر” مع الإعلامي ومستشار وزارة الثقافة الليبية سابقا، الأستاذ “أحمد العيساوي” وكان الحوار التالي:

● ما هي قراءتك للشارع التونسي في ذكرى الجمهورية التونسية؟

○ أولا كل عام ودولة تونس مستقلة وبخير وأتمنى لها الأفضل وأن تكون رائدة بين الدول من الناحية الاقتصادية والسياسية بشكل فعلي لا فلسفي.
الشارع التونسي اليوم أصبح يعي أكثر من السابق، مدى خطورة سيطرة الإسلام السياسي على سدة الحكم في البلاد، وخاصة عندما يكون البرلمان تحت سيطرتهم، حتى وإن كانت السيطرة من خلال التحالفات الدائمة، التي تكون بشكل مباشر أو غير ذلك.
وأعتقد أن حق التظاهر السلمي مكفول بكل الدساتير الموجودة في العالم، ولكن أجزم أن هذه التجمعات سوف تساهم مساهمة كبيرة في انتشار السلالة الهندية بالجمهورية التونسية، وسيكون مؤثر على الأمن القومي للمنطقة بشكل عام، خاصة أن الحدود ليست مغلقة بشكل كامل بين دول الجوار. وسيكون عدد الوفيات كارثي من الحالة الصفرية إلى الحالة رقم 5 بين التجمعات.
إن ثقافة المحافظة على النفس والأهل ودول الجوار، هو نمو معرفي تراكمي على المدى الطويل. فهي ليست علومًا أو معارفَ جاهزة يمكن للشعب أن يحصل عليها ويستوعبها ويفهمها في زمنٍ قصير، من خلال المدارس والمعاهد بل هي ثقافة ومعرفة يمكن أن يمتلكها أي مواطن، تأسس على أسس سليمة لا يسعى للخراب والدمار، الذي لا يتمثل في الأشياء الملموسة فقط بل حتى دمار النفس يمكن أن يساهم به من تهمهم مصالحهم الشخصية فوق مصلحة المنطقة المحيطة بهم. خاصة أن القانون يعاقب بالسجن وغرامة مالية، كل من يرتكب أحد الأفعال التحريضية على الكراهية والتباغض أو التهديد بذلك، ضد كل شخص أو مجموعة أو دولة على معنى الفصل، أو نشر الأفكار القائمة على الكراهية والتباغض بأي وسيلة من الوسائل.

● المناداة بإسقاط نظام الحكم، ومطالبة الجميع بالرحيل، هل هذا المطلب سهل التحقيق؟ هل هذا يعني أن الشعب فقد الثقة في السلطة والمعارضة؟

○ هذا السؤال مكون من شقين الحديث عن الشق الأول خطير جدا، فمطالبة الجميع بالرحي، يعني انهيار كامل للدولة، والطموح لتحويل الجمهورية إلى أفغانستان. وقد توجد أطراف محلية تسعى لذلك خاصة أن وضع المنطقة من الناحية الأمنية أصبح مفتوح بعد سقوط الأنظمة السابقة بعام 2011 .
الشق الثاني من السؤال ذاته فقدان الثقة أمر موجود على أرض الواقع، هذا قد يخلق هوة كبيرة بين المواطن والأجسام المحركة للدولة والمعارضة لها. ومن هنا خرج صوت المواطن الفعال، وقد يستغل في هذا الحراك ذا المطالب المتعددة والمسؤولية في الوصول إلى هذه المرحلة تقع على عاتق الإسلاميين فهم سبب هذا التقاعس الكامل.

● الشعب خرج ولا جهة تبنت الاحتجاج، لماذا؟ من له مصلحة من دفع الشعب للشارع والتخفي وراء الستار؟

○الخوف ليس من خروج الشعب، لأن الشعب له مطالب وقدمت له الوعود، التي قد بعتبرها جل المتظاهرين كاذبة. ولكن الآن يجب أن نخاف أن يستغل هذا الحراك ويخرج عن مساره، ولكن لا أتمنى أن يطالب بإسقاط النظام، فمن لايريد النظام لا يرد دولة، ومن لايرد دولة يسعى للفوضى، فالمطالبة بالإصلاح أفضل من الإسقاط.
الشارع التونسي لا أعتقد أنه ينتظر إلى أن يدفعه أحد للخروج، فلهم سوابق كافية في التظاهر وقد يتحول ذلك إلى ثورة شعبية، تطالب بعزل الإسلاميين والمتطرفين من السيطرة على تونس منصة الثقافة والابداع.

● هل سقوط النهضة من الحكم بتونس سيكون له تأثير على الحركة الإخوانية بشمال افريقيا؟

○ سقوط النهضة سياسيا لن يؤثر على تنظيم الإخوان في شمال أفريقيا، أولا لأنه لم يتم حتى الآن محاكمة أو سجن أي عضو من أعضاء الحركة في تونس، بحكم من النائب العام. والتأثير سيحدث بعد أن ينتهي الدعم الدولي لهم مثل ما حدث مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وفقا للظاهر حتى الآن.

● ألن يكون لأحداث تونس تأثير على ليبيا؟

○ أي حدث يحدث بدول الجوار يمس أمنها القومي بشكل مباشر، سيكون له تأثيرات مباشرة على ليبيا، وقد لوحظ ذلك بعام 2011، من البعيد قبل القريب. ومن هنا نجد أن الشعب الليبي سعيد أكثر من التونسيين أنفسهم بسقوط النهضة، التي دمرت المنطقة وجعلت ليبيا معسكرا لتدريب الإرهابيين، بالتعاون مع الدول الداعمة لهم بشكل مباشر، ونجدها اليوم ترفض قرارات خاصة بالجمهورية التونسية شعبا وحكومة.

● هل ترى أن تركيا ستتدخل في تونس عن طريق مرتزقتها الذين جلبتهم من سوريا إلى ليبيا؟

○ التدخل التركي في تونس عن طريق بعض المرتزقة لن يسمح به العالم أن يحدث، أو على الأقل حتى الدول الحليفة لرئيس الجمهورية قيس سعيد وأعتقد أن تركيا لن تخاطر بذلك، كون تونس لا تعتبر ساحة صراع دولية بالنسبة للدول العظمى، وقد تتدخل بشكل غير مباشر عن طريق دعم التنظيم السري للنهضة الذي قد برزت أنيابه من خلال تهديد الصحفيين وبعض المتظاهرين والسيايين بتونس.
حاورته: ميمي قلان

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا