فقدان الثقة بالنفس للمواطن الجزائري ولدت فيه أزمة نفسية

0
333

إن الهموم والمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المواطن الجزائري اليوم ولدت في داخل نفسيته فقدان الثقة بالنفس خلال حياتهم لأسباب نفسية بامتياز ومعظمهم يعانون من الاكتئاب واليأس ومن المحتمل أن تكون قلة الثقة بالنفس مشكلة مزمنة تستمر على المدى الطويل، مما يؤدي إلى تعطيل الشخص من القيام بوظائفه الطبيعيّة ومنعه من الاستمتاع بتفاصيل حياته اليوميّة.

في الواقع البعد النفسي في الإنسان يرتكز على قاعدة مرنة تختلف مباشرة باختلاف محيط الإنسان وتتغير بتغيير الأسباب المعيشية لذلك الفرد فهي قابلة للتغيير والتجديد والتكيف مع الوضع الجديد خاصة إذا كان هذا الوضع تغير نحو الأحسن والأريح، فتنسي الماضي المتعب والجارح وتعيش الحاضر المفرح، أما الثقة بالنفس للفرد من الصعب أن تتغير فهي ترتكز على برمجة قبلية لكل الظروف والتجاذبات والتحديات المطروحة والمعيشة من خلال الرهانات العسيرة والمريرة التي تتعايش بحذر في المحيط الذي فقد الجزائري الأمل والثقة من قبل، فلن تعود كما كانت قبلا لأن اهتزازها يؤدي إلى فقدان الأمل في المحيط وفي الأشخاص فتصبح من الصعب استردادها بالنفس الدرجة التي كانت في الأول.

وحينما تفقد الثقة لا يسترجعها الفرد بالجانب المادي مهما كان فبعد اهتزاز الثقة مباشرة يولد في نفسية الفرد البعد الفطنة واليقظة وتولد معه مجموعة من الشكوك النفسية التي تطرح جملة من التساؤلات داخل نفسية الفرد تعيد إعادة الثقة كما كانت عليه في الأول كما تولد بعض من المخاوف داخلية مصطحبة الاضطرابات النفسية التي تعيق التفكير والتوازن النفسي العقلي وتشعر ذلك الفرد كأنه يعيش تهديدات مستقبلا ولا تطمئن نفسيته كما كانت من قبل، لكن بإمكان للفرد معايشة المحيط ومع الأشخاص الذين فقد فيهم ثقتهم واستردادها يحتاج إلى عزيمة للعلاج مع الطبيب النفسي بإعادة تجديدها من جديد.

لذا فمن المهم استرجاع الثقة بالنفس لما لها من تأثير على رضا المواطن عن نفسه وأدائه في حياته العمليّة وفي محيطه داخل وطنه وطريقة معاملته مع الآخرين كما هو من الأهمية معرفة أعراض فقدان الثقة بالنفس لتشخيصها ومن ثم إتباع الطرق اللازمة لتفاديها، ومن أهم أعراض فقدان الثقة بالنفس ما يأتي كرعب مرضي والخوف من التجارب الجديدة ولوم الآخرين على فشله وأخطائه مصاحبة بالغضب والتهيّج ومن الخطوات لاسترجاع الثقة بالنفسية الجزائري لمواجهة الحياة وتحقيق الرضا في بلاده، فإنّ من المهم تحديد المشكلة أو الوضع الذي يحفّز فقدان الثقة بالنفس مثل أزمة البطالة أو تغيير جذري في الحياة مثل البحث عن حلم التغيير الإيجابي في محيطه والوضع المعيش.

إذ إنّ مثل هذه الأمور والتعامل معها يعكس مدى الثقة بالنفس، ومواجهة المشكلة بعد تحديدها والاعتراف بأنها السبب في تزعزع الثقة بالنفس التي تتطلب عزيمة النفسية وقوة وإرادة، لذا من المهم أن يحظى الفرد بالرغبة في مواجهة الأمر بعدم إنكار سبب المشكلة، والعزم على عدم الرجوع لذات الأمر المسبّب لفقدان الثقة بالنفس والتعلّم من الأخطاء.

الإدراك والاقتناع بالمعتقدات كما ينبغي على المرء التمسك بالأفكار والقناعات التي يؤمن بها، إذ أن الإيمان بالله و قيقة خلقه في الحياة يولّد القوة اللازمة لزيادة الثقة بالنفس في مواجهة الحياة كما ينبغي التمسك بالأشخاص الايجابيين الذي يزيد حتما في فرصة الوثوق في الآخرين وبالتالي يزيد الثقة بالنفس وخاصة الابتعاد عن الأفكار السلبية وعن العملاء المحبطين الذين يريدون إشعال فتيل الفتنة، لأن تجنب الأفكار السلبيّة والمؤذية للفكر وتحدي المعتقدات الخاطئة والأكاذيب يقوي نفسية المحبطة بما لا يتوافق مع المنطق الذي يزيد من الثقة بالنفس مع العلم أن زيادة الأفكار الإيجابية والابتعاد عن الناس السلبيين يساعد على الوصول إلى إجابات مقنعة ويزيد التفاؤل ويعزز الثقة بالنفس ويقلّل اليأس ويعدل السلوكيّات على المرء القيام بالعديد من الأمور التي تحفّز استرجاع الثقة بالنفس مثل التوقف عن لوم النفس واستخدام عبارات تفاؤلية والتركيز على الإيجابيات والتعلّم من التجارب السابقة وممارسة الرياضة وإحاطة النفس ببيئة داعمة متفهمة.

البروفيسور أحمد قوراية خبير في الصحة النفسية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا