تسعى الجزائر الجديدة لتجسيد الاكتفاء الذاتي في كل ما يحتاجه الفرد، من متطلبات لاسيما الأمن الغذائي والمائي، تحسبا للتغيرات المناخية والجيوسياسية الدولية.
وفي هذا الشأن، تعمل السلطات العليا للبلاد للحد من استيراد عديد المواد الغذائية لاسيما الأساسية منها على غرار مادة “غبرة الحليب”، هذه الأخيرة التي تكلف سنويا الخزينة العمومية ملايير الدولارات، عبر التوجه إلى إنتاج الحليب ومشتقاته محليا، بإنشاء مزارع خاصة بتربية البقر الحلوب، ومصانع لإنتاج أجود أنواع الحليب.
وفي هذا الشأن، أكد الخبير الفلاحي الدولي “عبد الحليم يحي عيسى”، أن الجزائر قادرة على رفع التحدي في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة “الحليب”، عبر اعتماد تقنية “بيوتكنولوجيا الإنجاب الحيواني”، التي تخص عدة طرق يعتمدها المختص الفلاحي لتحقيق وفرة في الحليب وبنوعية جيدة.
وأردف الخبير الفلاحي، “عبد الحليم يحي عيسى”، الذي مثل الجزائر في المعرض الدولي للإنتاج الفلاحي بمدينة “ماديسون” الأمريكية، المقام بداية هذا الشهر، أن المعرض سمح لشركته المعروفة بـ”آغرو-كونساي”، وهي مختصة في الاستشارة الفلاحية ومقرها بكندا، أن تطلع على آخر ما توصلت إليه البحوث العلمية والتجارب المخبرية في عالم الفلاحة، ومنها مجال إنتاج الألبان، هذه الأخيرة التي يمكن للجزائر أن تحقق أهدافها في مجالها، بطريقة صحيحة ورؤية واضحة، عبر استعمال التقنية الحديثة “بيوتكنولوجيا الإنجاب الحيواني” التي تعتمد على توفير سلالة أبقار بإمكانها تقديم الحليب بكميات كبيرة ونوعية ممتازة، من خلال تحديد هرمونات معنية، وتلقيح اصطناعي…إلخ.
وأردف ذات المتحدث، أن اعتماد تلك الطريقة، يسمح للجزائر بتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتوجه للتصدير، إلى جانب توفير مشتقات الحليب بأنواعها، لاسيما وأنها تتوفر على مساحات شاسعة تسمح بتوفير الغذاء للأبقار، وكذا الظروف المناخية المناسبة.