الدكتور محمد دومير يدعو الى الوحدة الوطنية ويثني على وزير الإتصال محمد مزيان

0
885
دعا الدكتور محمد دومير في منشور عبر صفحته الخاصة “الفايسبوك” ، الى ضرورة تبني حوار شامل من أجل الوحدة الوطنية، مثنيا على جهود الدكتور محمد مزيان، وزير الإتصال الرامية الى رص الصفوف بين الجزائريين، والاعتزاز بتاريخنا العريق.
وجاء منشور الدكتور محمد دومير كالتالي:
في خضم نقاشات الهوية التي تغني مشهدنا الوطني، يحسن بنا استدعاء صوت الحكمة والتاريخ. فماضينا الجزائري ليس مجرد سطور من تاريخ عائلي لأحدنا، بل ملحمة شامخة نسجها كل أبناء هذه الأرض، عربا وأمازيغ، في تلاحم فريد.
ويذكرنا التاريخ دوما بأن وشائج القربى وقيم الشهامة و”عزّ الجوار” التي أشاد بها ابن خلدون في البربر، هي ذاتها الاصالة العربية. وحين يُراد للغة أو القبلية أو الجهوية أن تصبح مواجهات و معاول تفرقة، نعلم -كما علم أجدادنا بكل فطنة- أن هناك من يتربّص بالوطن
وفي هذا السياق، أتذكر نقاشات ممتعة جمعتني بالوزير الصديق الدكتور محمد مزيان، قبل أن تشغله مهامه. ولولا ضيق وقته لاقترحت عليه أن يُعيد على مسامعنا تلك الدرر. منها، كيف أن للعربية دينا في عنقها لرجلين أمازيغيين فذّين، هما ابن آجروم وابن معطي الزواوي، اللذان بمقدمة الأول وألفية الثاني أصبحا نبراسا للنحو والفصاحة عالميا وإلى اليوم. ومنها أيضا، كيف استعان الفاطميون بـ”الترجمة الشفوية” للأمازيغية، وكيف ذكر ابن خلون أن دول كبرى كالموحدين قامت على شعب يتحدث “بلغتين”، كجناحين لطائر واحد.
إن هذا وغيره كثير، ليؤكد أن العربية والأمازيغية في الجزائر لم تكونا يوما في خصام، بل هما ركنان لهوية واحدة، تاريخهما متداخل، ومستقبلهما مشترك. وأما ما يُثار من جدل حول تصريحات تُنتزع من سياقها، فالحكمة تقتضي الإنصاف والتريث.
نحن اليوم بحاجة إلى وعي ناضج يدرك أن لغاتنا ليست أضدادا، بل هي كألوان العلم الجزائري الذي يزداد جمالا بتنوعه. لا الأمازيغية مهددة، ولا العربية طارئة. كلتاهما لنا، ونحن لهما. فالجزائر أرحب من أن تُختزل في تأويلات ضيقة. بل تُبنى بما يوحّد، وتعلا بما يجمع.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا