يعيش إسلام سليماني أحد أبرز الأسماء في تاريخ الكرة الجزائرية، حاليًا واحدة من أصعب فترات مشواره الكروي.. المهاجم الذي دوّن اسمه كأفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني بـ46 هدفًا، يمرّ بمرحلة حرجة قد تعني فعليًا نهاية مشواره الدولي، بعد أن فشل في إقناع المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، الذي يشترط الأداء العالي مع الأندية لضمان الاستدعاء.
منذ انضمامه لنادي ويسترلو البلجيكي قادمًا من شباب بلوزداد، لم يتمكن اللاعب من إثبات ذاته. فقد سجل هدفًا وحيدًا في الدوري، ولم يبدأ أساسيًا سوى مرة واحدة في 14 مباراة، وهي أرقام بعيدة تمامًا عن ما يُنتظر من مهاجم يسعى للعودة إلى المنتخب.
بيتكوفيتش يرسم خطًا جديدًا.. ولا مكان للماضي
المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش، منذ توليه تدريب “الخضر” في مارس 2024، وضع أسسًا واضحة للاختيار: الأداء أولًا. هذا المنهج أبعد سليماني تلقائيًا، في ظل وجود لاعبين شباب يقدمون مستويات لافتة مثل أمين غويري، عمورة، بونجاح، وأمين شياخة، الذين يثبتون أحقّيتهم بمكان في الهجوم.
بيتكوفيتش لم يوجه الدعوة لسليماني في أي من مبارياته الـ12 مع الجزائر حتى الآن، مما يعكس قناعة المدرب بعدم جاهزية اللاعب، ليس فقط بدنيًا، بل من حيث الفعالية والتأثير في الملعب.
إسلام سليماني.. أرقام باهتة لا تُبقي على الآمال
بعيدًا عن التصريحات المليئة بالأمل التي يطلقها الدولي الجزائري بين الحين والآخر، فإن الواقع رقميًا يُظهر تراجعًا واضحًا. خلال تسع مباريات في المرحلة العادية من الدوري البلجيكي، لم يسجل سوى هدف، بينما فشل تمامًا في مرحلة “البلاي أوف” رغم مشاركته في خمس مباريات. آخر هذه المشاركات أمام ميشيلين، لم يسدد فيها أي كرة على المرمى، واكتفى بـ11 تمريرة صحيحة خلال نصف ساعة.
هذه الأرقام لا تتماشى مع متطلبات الكرة الحديثة، وخاصة في مركز حساس كالمهاجم، حيث يُنتظر من إسلام سليماني أن يكون دائم الحضور في منطقة الجزاء، لا متفرجًا على مجريات اللعب.
إسلام سليماني.. مسيرة مُرهقة من التنقلات القصيرة
جزء كبير من مشاكل اللاعب يعود إلى كثرة تنقلاته بين الأندية. فقد لعب لثلاثة عشر ناديًا، منها أحد عشر خارج الجزائر، أغلبها في تجارب قصيرة لم تتجاوز نصف موسم. بعد توهجه مع سبورتينغ لشبونة، انتقل إلى ليستر سيتي لكنه لم ينجح هناك، ما أجبره على سلسلة من الإعارات والانتقالات، من نيوكاسل وفنربخشة إلى موناكو، ليون، بريست، أندرلخت، كوريتيبا، ميشيلين، وأخيرًا ويسترلو.
هذه المسيرة المليئة بالتقلبات أثرت سلبًا على استقراره الفني والنفسي، ولم تمنحه فرصة لبناء مشروع كروي طويل الأمد.
نهاية بلا إعلان.. لكنها مؤكدة
رغم تمسكه المستمر بالأمل، يبدو أن الباب الدولي قد أُغلق في وجه سليماني، حتى دون إعلان رسمي. الأرقام، الأداء، وتوجهات الجهاز الفني كلها لا تصب في صالحه.
هي نهاية صامتة لمسيرة حافلة، بدأها بقوة، واختتمها بتراجع كبير، في وقت تستعد فيه الجزائر لدخول مرحلة جديدة مليئة بالمواهب الصاعدة.
ما تبقى من مشوار إسلام سليماني سيكون محصورًا على الأرجح في مغامرات الأندية، ما لم يقرر إنهاء مسيرته بشكل يليق بإرثه.