دعا إلى حوار شامل وأدان خطاب الكراهية وحذر من التطرف

الأفافاس: لا مكان في جزائر 2021 لدعاة الفتنة والشقاق

0
511
دعا حزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس)، اليوم السبت، إلى حوار شامل لتحصين الوحدة والسيادة الوطنيتين، كما حذّر من التطرف، وأعلن إدانته لخطابات الكراهية والتفرقة.
وجاء في بيان لـ”لأفافاس” وقعه الأمين الوطني الأول يوسف أوشيش بمناسبة الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني وانعقاد مؤتمر الصومام المصادفة لـ 20 أوت من كل سنة أنّ “مؤتمر الصومام منعطفا حاسما في تاريخ الثورة الجزائرية، فلم يكتف فقط بصهر كل المكونات الوطنية أيا كانت منطلقاتها الفكرية وأيا كانت توجهاتها السياسية والثقافية في قالب واحد ومن أجل هدف واحد فقط، بل وسمح وفق مخرجاته بتوحيد الجهود وتبني الكفاح، وضع الآليات وترتيب الأولويات من أجل دحض الطغيان الاستعماري وافتكاك الاستقلال الوطني.”.
وأكدّ الحزب أنّ ” الذكرى اليوم هي محطة لاستلهام العبر واستحضار الدروس وكذلك شحذ الهمم من أجل تجسيد تطلعات الشهداء الأمجاد الذين آمنوا و عملوا حتى النهاية بدولة حرة سيدة ومزدهرة.”
وشدد الحزب على أنّه ” إدراكا بخطورة اللحظة وحساسيتها، فأولوية الجميع يجب أن ترمي للم الشمل، رص الصف الداخلي ونبذ الخلافاتبين أبناء الوطن الواحد والعمل، كما تجسد في مؤتمر الصومام بالأمس على بناء أكبر إجماع ممكن لصيانة وتعزيز الاستقلال والسيادة الوطنية ولإقامة دولة القانون والديمقراطية التي ستكون صائنة لحقوق الجزائريات والجزائريين، حامية للسيادة والوحدة الوطنيتين وضامنة للتقدم والازدهار.”.
ووفق الأفافاس “من غير المعقول لبلد يملك مثل هذا الرصيد التاريخي ويزخر بكل هذه الإمكانيات أن يضيع بوصلته؟ وبالتالي آن الأوان -حسبه- لأصحاب القرار لاستخلاص العبر والدروس ومباشرة مسار سياسي من شأنه تكريس الإرادة الشعبية وحدها الكفيلة بدحض المخاطر المحدقة بالبلد ووضعه في سكة التنمية والإزدهار.”
واعتبر البيان أنّ “هذه الذكرى تأتي والبلاد تجتاز أحد أدق مراحلها منذ الاستقلال على جميع الأصعدة، وهي بذلك تذكر بضرورة تبني الحل السياسي السلمي والجامع و جعله أولوية قصوى، بخلق المناخ الأمثل للحوار والوطني وبإعادة الاعتبار للسياسة ولقواعد ممارستها لاستباق ودحض المخاطر ومواكبة التحديات الداخلية منها أو الخارجية.”
وبحسب الحزب “أي مشروع خارج التصور الوطني الديمقراطي وأي مناورة تهدف لضرب وزعزعة الإستقلال، السيادة  الوحدة الوطنية والمساس بالتماسك المجتمعي لأمتنا تعد عداء للشعب وللوطن من الواجب التصدي لها بكل حزم.”
 وأكدّ “أنّه لا مكان في جزائر 2021 لدعاة الفتنة ولمروجي الشقاق بين أبناء الوطن الواحد ولا مكان في جزائر 2021 لمناولي المشاريع الرامية لتفكيك الدول وضرب إستقرارها.”
وأشارا البيان إلى أنّ “التنوع الفكري والثقافي واللغوي الذي تزخر به بلادنا هو عامل وثبة حضارية ولن يكون أبدا عامل شقاق مهما فعل ومهما افتعل أصحاب المصالح الضيقة والنظرة القصيرة لجعله أتون فتنة لا تنطفئ نيرانها.”
مؤكدا في السياق أنّ “الوحدة الوطنية واندماج الشعب الجزائري خط أحمر لا ينبغي لأحد التفكير في تجاوزه أو في توظيفه لتحقيق المآرب المشبوهة، لأنّها وحدة سقيت بالدماء وترعرعت بدموع الجزائريات والجزائريين حال المحن وإنه من الوهم المساس بها.”
وعاد الحزب إلى صور ما وصفه بـالتآزر والتضامن التي صنعها الجزائريون في كل أرجاء الوطن إثر الموجة الثالثة لكوفيد 19 والحرائق المهولة التي مست العديد من ولايات الوطن، كان أشدها إيلاما وأفدحها خسائرا تلك التي شهدتها ولاية تيزي وزو والتي خلفت خسائرا بشرية، مادية وإيكولوجية مفزعة.
إن المد التضامني الهائل و صور التلاحم البهية التي رسمها الشعب الجزائري وكل الأسلاك المشاركة في عملية إخماد الحرائق رغم محدودية الوسائل، هي صور أثارت إعجاب العالم بأسره وأفزعت المراهنين على انقسام الشعب و تفتيت أرضه. وفق البيان.
ولفت الحزب إلى أنّ “كل المؤشرات والقرائن تشير بأن هذه الحرائق مفتعلة ويبدو أنها تخفي مؤامرة خلفياتها و أبعادها تستهدف تخريب النسيج الاجتماعي الوطني وضرب وحدة الشعب الجزائري.”
وجدد الأفافاس عبر هذه الكلمة المطالبة بالإسراع في إحصاء الخسائر وتعويض أصحابها، ومرافقتهم حتى استعادة حياتهم العادية و إجراء تحقيق معمق يكشف للرأي العام الوطني الأسباب الحقيقة الكامنة وراء هذه المحنة و يفضح مفتعليها و يكشف مخططاتهم.
بالموازاة مع هذه المأساة، قال الأفافاس إنذ “الوجدان الجزائري اهتز وزٌلزل كيانه بعد الصور البشعة للجريمة الشنعاء والوحشية لمقتل الشاب جمال بن سماعيل والتي لا تمثل إلا منفذيها و دبريها الواجب محاسبتهم ومعاقبتهم على فعلهم البشع. “
وشدد الحزب على أنّه “علينا جميعا وعلي الدولة بوجه الخصوص التي لها الدور الأساسي في الحفاظ وتكريس الأمن المدني والقومي وضع حد لخطاب كراهية أيا كان مصدره ونبذ التعصب والتفرقة ومع التأكيد بأن اللحظة بقدر ما هي للتضامن ورص الصفوف هي كذلك لليقظة والفطنة وعدم الانسياق وراء المخططات الهدامة التي تحمل وجها براقا وجوهرها خراب و فناء.”
وقال إنّ “الجميع مدعو لتحمل مسؤولياتهم الآنية ومسؤولية أعمالهم ومواقفهم وما لذلك لنتائج وانعكاسات مستقبلية ايجابية كانت أو سلبية.”
ولم يخف الأفافاس على الصعيد الإقليمي أنه يتابع بأسف شديد الاستمرار في تهيئة الأرضية لشبكات النيوليبرالية المتوحشة وللحركة الصهيونية العالمية داخل المنطقة المغاربية وتمكينها من موطأ قدم بها يمهد لتدمير أوطاننا بما فيها الحاضنة له.
حسام الدين وائل

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا