إن المتغيرات اليومية في حياتنا، والتي أحدثت شرخا في منظومات القيم، ليست وليدة الرفاهية المعاصرة، والأجهزة المختلفة، انما بتعرض المنظومة الاخلاقية والقيمية، للأفكار والمعتقدات المضادة، وهو ما أحدث ضياع هذه القيم والمعتقدات، ونشأة سلوك ونظم أخلاقية مغايرة.
إن الانسان و كلما أنار طريقه بالتصحيح والرقي تقلصت مساحة الظلام في جوفه والمحيطة به حتى ينعم هو ومن حوله من الناس بذلك النور أكثر فأكثر، وتجد الذين وصلوا لمرحلة مناسبة من التطور الذاتي يصبحون قادرين على العطاء، فهم بدورهم يدخلون هذا الوعي لمحيطهم الاجتماعي أو المهني بطريقة مناسبة ترفع مستوى الوعي وتفتح له آفاقا جديدة.
بالوعي تتحرك السواعد لتحقق الاكتفاء، بالوعي نمارس الرقابة على أنفسنا لنعمل بإحسان، نكافح الآفات، نرسم القيم والمبادئ، نخلق نسيج مجتمعي متراص يكمل بعضه البعض.
بالوعي يؤدي المعلم رسالته النبيلة، بالوعي ايضا يعالج الطبيب مريضه بمهنية، يمارس الوزير مهنته بأمانة، بالوعي يعرف الكل ماعليه من واجبات وما له من حقوقء فغالب مشاكلنا الاجتماعية والثقافية العربية وخلافاتنا السياسية وحتي العسكرية منها من الاساس هي من قلة الوعي .
فالوعي هو أبرز شيء يمكن للأشخاص والمنظمات العمل به وعليه، فمتى امتلكنا الوعي، فنحن نمتلك التغيير، فنسبة تطور الامم تكون بدرجة الوعي فيها ونسبة نهوض الاوطان ورقيتها تقاس بوعي مجتمعاتها وساكنيها.
بقلم: إبراهيم سعودي