وقفة إجلال للسيدة مهربان علييفا, المرأة الأذربيجانية النموذجية

0
1230
عبر كل المحطات و المراحل التاريخية الهامة لدولة أذربيجان، يذكر اسم المرأة الأذربيجانية بإجلال و شرف كبير. لتمتعها عبر التاريخ الأذربيجاني بالإيجابية الطاردة للأفكار السلبية مستبدلة اياها بالأفكار الايجابية، مركزة على الحقائق الموجودة و صرف نظرها عن المخاوف المثبطة للإرادة, واجهت من أجل تحقيق أهدافها, منفتحة على التغير متبنية بذلك كل ابتكار حديث. اكتسبت معرفة و مهارات عديدة من خلال حرصها على التعليم و تطوير الذات و ساعدها في ذلك حس الإبداع و الابتكار, تعمل باحترافية ملتزمة في عملها قائدة للمبادرات المجتمعية مدافعة عن حقوقها و حقوق النساء الاخريات, ما جعلها تلعب دورا هاما في السياسة و مشاركتها المهمة جنب أخوها الرجل في صنع القرار السياسي و بناء الدولة. و رغم كل هاته القوة و الصلابة في شخصيتها الا انها اكتسبتها من ولائها و تفانيها لعائلتها و أصدقاها و مرونتها في التعامل مع كل الظروف المحيطة بها باحترام و تسامح كبير محافظة على قيمها و تقاليدها و طالما ساهمت في حرصها على الحفاظ على التراث الثقافي و الفني لبلادها, فنجد منها الشاعرة الموهوبة و الكاتبة التي تحاكي شعور جمهورها و الحكيمة بإرادتها القوية.
إن قيام الجمهورية أذربيجان الديمقراطية في سنة 1918 صاحبه ظهور الدور القوي و المؤثر للمرأة في كل منطقة الشرق الإسلامي و حتى بين الدول العظمى التي اعتبرت مهدا للديمقراطيات كالولايات المتحدة الامريكية أو فرنسا حيث سبقتها و انتزعت حقها في التصويت و الترشح جنبا الى جنب اخيها الرجل ومنحها حقها للمشاركة في النشاط السياسي و الذي يعتبر انجاز تاريخيا قطيع النظير, كما أسست أول مدرسة علمانية للبنات في العالم الإسلامي ككل في عام 1901, أي قبل 123 سنة بمدينة باكو العاصمة. منذ تلك الفترة و المرأة الأذربيجانية توصل نشاطها على جميع الأصعدة، نشرت أفكار التنوير والعمل الخيري، بدون التنصل من قيامها وتقاليدها الثقافية والدينية محافظة بذلك على هويتها تغرس من خلالها الروح الوطنية لأجيال و أجيال تعاقبت ولا زالت تتعاقب على الدولة الأذربيجانية, وهذا ما جعل من العديد من الشخصيات المهمة و البارزة في الميدان السياسي و الثقافي و العلمي تتقلد مناصب حكومية عدة.
في هذا البلد الجميل الشامخ شموخ جبال القوقاز الذي تربطه علاقات صداقة بالجزائر ممتدة الجذور حيث يعملان دوما لتعزيز السلام و الاستقرار في المنطقة.
و ما يزال تاريخ أذربيجان يذكرنا الى يومنا هذا و يعرفنا عدد بسيدات اصبحنا قدوة للمرأة الأذربيجانية
كالمستشرقة الباحثة و المعروفة دوليا الأستاذة, عايدة إيمانقولييفا, التي كرست كل حياتها في الدراسات العربية و الإبداع العلمي وقدمت إسهامات قيمة في تطوير الدراسات الشرقية. كذلك, السيدة مدينة قياسبيلي، و هي أول كاتبة لمسرحية السيدة سكينة أخوندزاده. الى جانب السيدة أغاباجي رزاييفا, أول ملحنة تلقت تعليمًا موسيقيًا محترفا بأذربيجان وفي العديد من الدول الآسيوية الشرقية. كما شغلت السيدة طاهرة طاهروف منصب وزيرة خارجية في عهد الاتحاد السوفييتي، وكانت أول امرأة أذربيجانية متخصصة تحصلت على تكوين عالي في ميدان المحروقات والصناعات النفطية. نذكر كذلك, السيدة ظريفة علييفا أول طبيبة عيون، و أول أكاديمية متخصصة مجال طب العيون في أذربيجان. وبفضل جهودها ومبادرتها، تم إنشاء العديد من المخابر و المراكز متخصصة في أمراض العيون لأول مرة في هذا البلد الصديق.
ان وقوف الدولة ومؤسساتها بجانب المرأة الأذربيجانية ولتشجيعها لترقية وضعتها وحقوقها، جعل من هذه الأخيرة تبدع وتساهم في رقي المجتمع على جميع الأصعدة.
الأكيد ان مناسبة عيد الميلاد السعيد للسيدة الأولى لدولة أذربيجان، السيدة الفاضلة مهربان علييفا في 26 أغسطس، هي فرصة للإشادة بأعمالها. فهي تشغل منصب النائبة الأولى للسيد رئيس جمهورية أذربيجان وحرمه، رئيسة المؤسسة الخيرية. «حيدر عليياف وكذلك سفيرة للنوايا الحسنة باليونسكو و الإيسيسكو.
كل ذلك النشاط السياسي والاجتماعي والعملي، جعلها أن تكون فعلا قدوة لكل مرأة أذربيجانية. و بحكم أن السيدة، مهربان علييفا, زعيمة الحركة النسوية الأذربيجانية الحديثة و دورها المتميز في الرقي بالمجتمع وتطور الدولة, فقد عرفت كيف تمزج بين الحداثة و العلمانية من جهة و الحفاظ بالجذور التاريخية و الهوية الثقافية للمجتمع الأذربيجاني.
أن رصيد الأنشطة الاجتماعية والسياسية للسيدة مهربان علييفا غني وجدير بالذكر من خلال نضالها السياسي لتعزيز دولة أذربيجان الفتية والمستقلة وكان لها الفضل الكبير في إنشاء أول معهد للمرأة في بلادها وصرحت في إحدى مقابلاتها للصحافة حول مسؤوليتها بحكم انها السيدة للأولى في البلاد بقولها كل شيء ينجز يعتمد على مدى جدية الشخص في القيام بواجباته وإدراك قيمة المسؤولية. من الضروري أن تفهم بوضوح أنه في لحظة معينة من الحياة، نتحول من فرد إلى شخصية عامة، لم تعد تمثل نفسك أو عائلتك فقط، بل تمثل وطنك ككل. وبالتالي يجب على الإنسان أن يدرك بهذا الأمر، وأن يكون أكثر تحفظًا في أقواله وقراراته وأفعاله كمواطن عادي وهذا عبئ ومسؤولية كبيرة… ويعرف عنها تلك الصفات الأخلاقية العالية واحترامها لحقوق الإنسان والرحمة وصدق نواياها لخدمة مواطنها في كل الأنشطة المختلفة التي تقوم بها.
ولدت السيدة مهربان علييفا في 26 أغسطس 1964 بالعاصمة باكو من عائلة ثرية و مثقفة جامعية في نفس الوقت. سبق لها ان اشتغلت مع الآب الروحي والقائد الأعلى لدولة أذربيجان، حيدر علييف. و تشاء الأقدار أن تصبح حرم فخامة رئيس جمهورية أذربيجان، السيد إلهام علييف في سنة 1983 و تكتسب شرف كونها أول سيدة بأذربيجان و احترام و حب كل المواطنين لها. كما عملت السيدة مهربان علييفا على تأسيس و رئاسة المؤسسة الخيرية حيدر علييف التي تم الافتتاح الرسمي لها فيي 10 ماي 2004 وتقلدت عدة مناصب سياسية و ثقافية مهمة بالداخل و الخارج. فهي تشغل منصب النائب الأول للسيد رئيس جمهورية أذربيجان، ورئيسة المؤسسة الثقافية الأذربيجانية، وكذا رئيسة الاتحاد الأذربيجاني للجمباز، وسفيرة النوايا الحسنة للإيسيسكو واليونيسكو على حد سواء. و من خلال المؤسسة الخيرية الغير حكومية المذكورة، تعمل على مواصلة الأعمال و الأنشطة التي قام بها الآب الروحي للجمهورية، حيدر علييف من أجل النهوض بالوطن و ترقية المجتمع, من خلال تجسيد تراثه الروحي الغني وغرس و الحفاظ على القيم و الهوية الثقافية للشعب الأذربيجاني بالنسبة للأجيال اللاحقة . دائما و تحت قيادة السيدة مهربان علييفا, أصبحت تلك المؤسسة الخيرية أكبر منظمة عامة ليس فقط في أذربيجان، ولكن في المنطقة ككل من حيث حجم الإنجازات و الأنشطة المنجزة و عملت على نقل أحسن رسالة للعالم حول تلك القيم المرتبطة باحترام التعدد الثقافي والتسامح و الحوار المرتبطة بتقاليد و التراث أذربيجان من خلال أنشطتها مع البلدان الأجنبية.
والسيدة مهربان علييفا هي أيضًا سفيرة للنوايا الحسنة لليونسكو والإيسيسكو، كما ذكرنا. وخلال فترة الاحتلال ورغم مرارة الحرب التي عرفتها دولة أذربيجان فقد واصلت و بكل تفاني و إرادة قوية, التعريف بتاريخ و تقاليد و ثقافة البلد الى المجتمع الدولي. نتيجة جهود السيدة مهربان تم الحفاظ على التراث المادي واللامادي للشعب الأذربيجاني، من أدب الشعبي، الموسيقي التقليدية، الفنون والمسرح، الخ.. جعل هذا التراث يحذى بالاهتمام و ادراجه في قائمة الموروث الثقافي الإنساني باليونسكو كما هو الحال بالنسبة ل فن المقام، فن العاشق، عيد النوروز، إيتشاريشهار (مدينة قديمة) وفن لعب القطران التي أصبح مدرجا في قائمة الأعمال النادرة باليونسكو.
كما عملت بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة للإيسيسكو واليونسكو، بتعزيز إنجازات أذربيجان المستقلة، ودعم التسامح السائد في البلد، وتبذل كل الجهود لتحقيق نشر وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات. كما اهتمت بتنظيم وتسير المشاريع المتعددة في مجال الألعاب الرياضية، بالإضافة المشاريع في ميدان الصحة والثقافة والبيئة. كما برهنت السيدة الأولى لدولة أذربيجان على مستواها العالي في تحضير أول دورة للألعاب الأوروبية الاحترافية، بصفتها رئيسة اللجنة التنظيمية لهذه التظاهرية الرياضية في 2013, كم لا يفوتنا التذكير بدورها البارز كرئيسة للجنة المنظمة لدورة الألعاب التضامن الإسلامي الرابعة والذي يستحق كل الشكر والثناء.
وماتزال تعمل من خلال أنشطتها المتعددة على السهر لتطوير وتجميل الطراز المعماري لمدينة باكو عاصمة أذربيجان وغيرها من المدن بالبلاد. وقد تجاوزت إنجازاتها وأنشطتها الخيرية لمؤسسة حيدر علييف خارج حدود الوطن في العديد من الدول الأوروبية والإفريقية الإسلامية. لاشك انه يستحيل جمع في هذا المقال كل تلك الأنشطة للسيدة، مهربان علييفا, و يستطيع لأي شخص الحصول على كل المعلومات بالتفصيل من خلال تصفح الموقع الإلكتروني للنائب الأول لرئيس جمهورية أذربيجان ومؤسسة حيدر علييف الخيرية. مرة أخرى نجدد تهانينا لعيد ميلاد السيدة مهربان علييفا الذي يصادف يوم الثلاثاء 26 أغسطس متمنيا لها وافر الصحة والسعادة و كل النجاح و التألق في أعمالها لخدمة الشعب و دولة أذربيجان الصديقة.
بقلم. السيدة، محي الدين أمينة
عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي
المكلفة بالبرامج الاجتماعية والثقافية والمنسقة الجهوية للمرأة بولايات الغرب الجزائري

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا