هل سيكون “بلاط إكودال العضوي” مشروعا استثماريا جزائريا غازيا للعالم كونه صديقا للبيئة ؟

0
128

ستتحول الجزائر إلى أهم دولة تهتم بالبيئة وصديقة للطبيعة، بتوفير نسبة كبيرة من الطقس النقي وتوفير الهواء الخالي من الشوائب المضرة بصحة الإنسان والمحيط، لاسبما بالمدن التي تتوفر على مساحات قليلة من الاخضرار، إذا ما تم نجاح تنفيذ مشروع مبتكر جديد من طرف أدمغتها النيرة في عالم الأبحاث العلمية والابتكارات، وهو مشروع “بلاط إكودال”.

ويعتبر “البلاط” المخترع صديقا للبيئة وهو يحمل اسم “إكودال” الخاص بشركة الابتكار الخاصة بالجزائرية “فلة بوطي” نتاج دراستها للدكتوراة في العلوم الفلاحية بالمدرسة الوطنية للفلاحة بالجزائر، التي كانت نقطة إطلاق مشروعها. وحسب ما أوردته شبكة “سيدف. نت” عن الموضوع، فإن مشروع “البلاط العضوي” يتم تركيبه على الجدران والأرضيات وحتى السقوف، يسمح باخضرار دائم، يلطف حرارة الجو، ويحسن نوعية الهواء ويخفض درجة الحرارة لاسيما بالمدن التي تعرف نقصا كبيرا في الفضاءات الخضراء.

“بلاط إكودال العضوي” الجزائري يخطف جائزة “أطلق لها العنان” الدولية

حقق مشروع “بلاط إكودال العضوي” لصاحبته الجزائرية “فلة بوطي” فوزا عريضا بالمسابقة الدولية الشهيرة “أطلق لها العنان” المنظمة بلندن، في مشاركة شهدت 850 امرأة متنافسة من 19 دولة في العالم، وصلن إلى نهائيات المسابقة نسخة 2023، الموجهة إلى نساء دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مثلت المتسابقات العربيات الثمانية كل من فلسطين، الجزائر، مصر، العراق، لبنان، السعودية والإمارات.
حيث تقدر منحة هذه الجائزة الدولية ب100 ألف دولار، مرفوقة بتكوين أكاديمي وإرشاد وتوجيه، من خلال ربط تواصل مستمر مع أكاديميين دوليين وخبراء أجانب لتنفيذ المشروع وتطويره.
وبالحديث عن مشروع “بلاط إكودال العضوي”، فقد أعدته الطالبة الجامعية”فلة بوطي” في 2019 في إطار تحضيرها للدكتوراة في مجال الفلاحة بالجامعة الجزائرية، وقد تم تسجيله في المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية بين 2021 و2023.

“بلاط إكودال العضوي” مشروع محرك للاقتصاد المحلي

وبحسب صاحبة المشروع “فلة بوطي” فإن تنفيذ المشروع سيعتبر إضافة إلى التنمية المحلية، لأنه سيحرك عجلة الاستثمار للراغبين في صنع مستقبل، يعتمد على صداقة البيئة عبر العمل في تجميع المخلفات النباتية كبقايا النخيل، النفايات الزراعية كأوراق وبقايا الحصاد وما تخلفه المزروعات، إلى جانب معالجتها وسلسلة النشاط التي تتوسط العملية من المخلفات في حالتها الطبيعية حتى وصولها إلى تركيبتها النهائية وتجهيزها للاستغلال، وهو ما سيفتح مناصب شغل عديدة، ويسمح لعائلات عدة بتوفير مداخيل وعيش كريم، ناهيك عن المساهمة الكبيرة في خدمة الطبيعة والحفاظ على البيئة وتجديدها.
ومن جهته، فقد أوضح أستاذ الزراعة العضوية، رئيس قسم البيئة والزراعة الحيوية في كلية الزراعة بجامعة الأزهر بمصر “خالد غانم” في حديثه إلى موقع “سيدف. نات” أن مشروع “بلاط إكودال العضوي” أن فكرة المشروع رائعة لأنها توظف العلم في خدمة التنمية وتعزز فكرة المدن الخضراء. وأضاف الأستاذ “خالد غانم” أن الجزائر ستتحقق نجاحا كبيرا إذا تبنت المشروع وساهمت في تصديره إلى الخارج، لاسيما العالم العربي الذي يركز كل اهتمامه اليوم على توفير الطاقة والعمل على الحفاظ على البيئة ونظافة المناخ، خاصة دول الخليج التي تراهن على مدن صديقة للبيئة، مما يجعلها سوقا واعدة للمشروع.

فكرة مشروع “بلاط إكودال العضوي”

تقوم فكرة مشروع “بلاط إكودال العضوي” حسب صاحبته الجزائرية “فلة بوطي” على مواد أولية بسيطة ومتوفرة بكثرة بالجزائر، تعتمد أساسا على مخلفات النخيل والمزروعات، مع استعمال نظام سقي ذاتي مدمج، موفر للطاقة والماء. تمتد فيه البلاطة على 60 سم طولا وعرضا، و5 سم ارتفاعا ويصل 8 سم عند سقيه، محاطة بالحديد، بها فراغات، يتم حشوها بطبقة من المخلفات العضوية النباتية، مجهزة بأنبوب سقي يشتغل بنظام النانو، الذي يقتصد الماء بدرجة كبيرة، وفي حال تلبيس الجدران بهذا البلاط، فسيتم وضع طبقة عازلة بين البلاط والجدار تفاديا للرطوبة، كما أنه يحد من استعمال أجهزة التبريد واستهلاك الطاقة، مما يجعله أكثر توافقا مع البنايات الاستثمارية خاصة كالفنادق والنزل والمؤسسات الخدماتية والاقتصادية التجارية، المنتشرة بكثرة بالمدن الكبيرة على غرار وهران، قسنطينة، الجزائر، عنابة، سطيف… وكذا المدن الواقعة بالمناطق الجافة كغرداية، الجلفة، بسكرة… لاسيما وأن تكلفته تقدر بين 15 و20 دولارا للمتر المربع الواحد من البلاط، وهي تكلفة قليلة ومقبولة بالنظر إلى تكلفة منتجات أجنبية شبيهة له تقدر بين 250 و400 دولار للمتر المربع الواحد.

عبد الكريم محمد

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا