ملفات سياسية وأمنية واقتصادية في الأجندة

هذا ما تحمله زيارة رئيس الحكومة الليبية الأولى إلى الجزائر

0
392

تحمل زيارة رئيس الحكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد دبيبة، إلى الجزائر، والتي تعتبر أول زيارة من نوعها منذ توليه المنصب، أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية، سبقتها انعقاد المنتدى الاقتصادي الجزائري الليبي، أمس السبت، الذي حضره عدد من رجال الأعمال والمستثمرين ومسؤولي الشركات والمؤسسات الاقتصادية في البلدين.

وكانت الجزائر من السباقين لدعم ليبيا في إعادة تركيز مؤسساتها وتحقيق السلم والمصالحة الوطنية والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، والمضي نحو تنظيم انتخابات، والتي أسفرت عن فوز عبد الحميد محمد دبيبة رئيسا للحكومة للفترة الانتقالية في ليبيا، منتصف شهر مارس الماضي، وانتخاب محمد المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي، والتمهيد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، في نهاية العام الجاري، وفق الخطة التي ترعاها الأمم المتحدة وتوصل إليها منتدى الحوار الليبي.

وفي كل مناسبة تؤكد الجزائر من خلال  تصريحات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ، موقفها المتضامن مع ليبيا، واستعدادها للتواصل والتشاور المستمرين لدعم ليبيا للخروج نهائيًا من الأزمة التي تبقى شأن الشعب الليبي برمته، مع التأكيد على ضرورة وضع حد للتدخلات الأجنبية، مساندة الحكومة الجديدة”، وإنهاء حالة الانقسام في ليبيا وتوحيد الصفوف لضمان نجاح الاستحقاقات الهامة نهاية هذا العام”.

 ودعمت الجزائر المسار السياسي الليبي من خلال عقدها لقاء الفرقاء الليبيين، واحتضانها لعدد من الاجتماعات التنسيقية بين الأطراف الليبية، وكذا زيارة وزير الخارجية صبري بوقادوم، إلى ليبيا ومناقشة الأوضاع  مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي حيث بحث الجانبان تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف القطاعات، مع طرح ملف التحديات والمخاطر الأمنية  وهو الملف الأكبر الذي رفع التنسيق إلى قيادتي البلدين في العامين الأخيرين باعتبار أن أمن حدود ليبيا من أمن حدود الجزائر.

وهي المواقف التي أكدها، أمس، بوقدوم، في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي الجزائري الليبي، والذي حضره عدد من رجال الأعمال والمستثمرين ومسؤولي الشركات والمؤسسات الاقتصادية في البلدين، وهي “دعم الجزائر الكامل لجهود السلطات الليبية، مجسدة في المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، لإعادة الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا، وتحقيق المصالحة الوطنية، وتقوية مؤسسات الدولة، تمهيدا لإجراء انتخابات حرة عامة ونزيهة تضع ليبيا على سكة الاستقرار والنمو”، مشيرا إلى أنّ “الدبلوماسية الجزائرية بذلت جهودا كبيرة منذ بداية الأزمة في ليبيا لإسناد الأشقاء الليبيين، ودفعهم إلى حوار ووفاق وطني”.

وبادرت الجزائر باستقبال كافة الفرقاء الليبيين للبحث عن حلول يضعها الليبيون بأنفسهم، يؤكد- بوقدوم-  ودعمت كافة المساعي الدولية الجادة والمخلصة لوقف الاقتتال في ليبيا، بما في ذلك مسار برلماني”.

وأشار إلى أن انعقاد المنتدى الاقتصادي الليبي، يمثل شكلاً آخر لا يقل أهمية عن الدعم السياسي والأمني الذي تقدمه الجزائر إلى ليبيا، كاشفاً عن أنّ الجزائر وليبيا بصدد وضع آخر الترتيبات اللوجستية والتقنية بالتنسيق مع الجانب الليبي لإعادة فتح المعبر البري بين الدبداب وغدامس بليبيا، وبصدد استكمال محادثات نهائية لإعادة فتح الخط البحري الرابط بين طرابلس والجزائر العاصمة للاستغلال في مجال نقل السلع والبضائع.

كما تعتزم الجزائر وليبيا وضع خطة تعاون اقتصادي وتنشيط حركة التجارة على المعابر البرية على الحدود بين البلدين، لا سيما معبر الدبداب، والنظر في استفادة ليبيا من الخبرات الهامة لعدد من المؤسسات الجزائرية، خاصة في قطاعات البناء والطرق والإنشاءات التحتية والكهرباء والاتصالات والتعليم.

كما لا يمكن فصل الملف الأمني في زيارة المسؤول الليبي الرفيع، خاصة وأن الحدود البرية ينهما يتصل بتأمين 980 كيلومتراً من الحدود ومنع انتشار السلاح وتحركات الجماعات الإرهابية في المنطقة، وكذا تكفل الجزائر بتكوين وحدات من الشرطة والأمن الجنائي الليبي في مدارس الشرطة في الجزائر.

شهرزاد. مزياني

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا