صنع فريق مسرحية “بكالوريا” بقيادة المخرج عزالدين عبار، الحدث، أمس، بقسنطينة عندما حشد العمل جمهورا غفيرا، غضت به قاعة “الحاج الطاهر محمد الفرقاني”، وذلك في إطار الربيع المسرحي لقسنطينة والمتواصل الى غاية السبت المقبل.
تحكي المسرحية التي أنتجها مسرح مستغانم الجهوي، أوضاع الجزائر والمشاكل التي يتخبط فيها المجتمع على أصعدة كثيرة تبدأ من المنظومة التربوية إلى ظاهرة الحرقة، إلى انتشار الاستهلاك والاستيراد دون الإنتاج، وانسداد آفاق الشباب الجزائري الباحث عن العمل والعيش الكريم.
تدور أحداث المسرحية في قبو قديم، يملكه فنان اختار البقاء في الظل بسبب التهميش، والأخير يملك فضاء داخل القبو، منحه لإحدى المعلمات تقدم فيه دروسا للتلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا.
وتشهد المسرحية تقديم إسقاطات عن الواقع المعيش سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا في صورة طلبة لا يهتمون بالعلم ولا بالمعرفة، ومن يهتم تجده يعاني الفقر، أمّا المعلمة (حورية) فعاشت الخيبات رفقة حبيبها الفنان أمين، والذين لم يتمكنا من الزواج ولم يحققا حلمهما.
تفاعل جمهور قسنطينة مع المسرحية التي قدمت جرعات زائدة من الكوميديا والطرافة والتنكيت، صنعها أبطال المسرحية على ركح الفرقاني، فتارة كانت التصفيق وتارة كان الضحك حد البكاء.
أجواء جميلة عاشها الجمهور طوال أكثر من ساعة من الزمن، مع عرض بكالوريا الحاصل على جائزة أحسن عرض متكامل بمهرجان المسرح الوطني المحترف عام 2019.
حسام الدين وائل
