يعلم الريسوني أن خيله وجلاده وجهاده لن تستطيع أن تنال ولو حصاة من أرض قدم أصحابها ما يزيد على مليون شهيد ونصف المليون حتى أخرجوا الفرنسيين منها في رابعة النهار أذلة وهم صاغرون، وقد علم الريسوني أيضا أن مغربة الصحراء الغربية، أمر دونه خرط القتاد وأن نصف قرن من الصبر والقتال الأسطوري والقراع المستميت هو دليل قاطع وبرهان ساطع أن بالصحراء العربية قوم لا يستسلمون بل ينتصرون أو يموتون ولا يعرفون الانحناء إلا حين الصلاة لربهم.
وللريسوني أيضا أشد يقينا أن شنقيط المنارة والرباط ما دخلت حظائر ملوكهم يوما لتخرج منها أو لتعود إليها.
إن ما تفوه به الريسوني لم يكن سواء تعبيرا حقيقا عما يقاسيه علماء وأصحاب الفكر والرأي في المغرب من تدجين وترويض حتى أصبحوا أسرى هوى ونزوات وأوهام ملوكهم.
لقد شكل الريسوني مثالا صارخا للعالم المنسلخ من إيهاب العلم والصدع بالحق ورفع العقيرة بالتنديد بالظلم والتدثر بدل ذلك بدثار التزلف والخنوع والإنحناء أمام جبروت وأوهام فرعون بلاده.
هكذا ينبري الريسوني مناديا بسلب المسلمين ديارهم وتقويض أمن أوطانهم بدعوى الجهاد لإسترجاع المسلوب والقدس تأن تحت وطأة اليهود الذين يجوسون خلال الديار في مغرب رئيس لجنة تحرير القدس بين مزدوجتين سبحان الله إنه المكاء والتصدية.
قال الرسول الكريم “إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر ومنهم مفاتيح شر مغاليق خير”، فهل اختار الريسوني الطائفة الأخيرة نعم يبدو ذلك.
كم هي عالية تلك القمة التي تردى من فوقها الريسوني وكم هي سامقة وسامية المكانة التي نكص عنها ابتغاء مرضاة ملوكه وطلبا للعاعة من الدنيا والله ورسوله أحق أن يرضيهما وما عند الله خير وإبقى والله المستعان.
وكما قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه خذ جعلك يا ريسوني
جمعية النور الإسلامية الصحراء الغربية
