انتهت لويزة حنون سياسيا بالضربة القاضية، التي وجهها لها أبناء حزب العمال، في اجتماع التصحيحية التي نجحت في الإطاحة بها بعد 30 سنة من هيمنتها على القيادة وعدة محاولات انقلاب فاشلة سابقا.
الاجتماع الذي، جرى صبيحة اليوم السبت، ضم 100 إطار بالحزب من الأمانة الدائمة، المكتب السياسي، اللجنة المركزية والمناضلين خلص إلى سحب الثقة من كل من الأمينة العامة لويزة حنون والأمانة الدائمة، وانتخاب البرلماني السابق عن ولاية سكيكدة منير ناصري أمينا عاما بالنيابة، مع تكليفه بالتحضير لأشغال مؤتمر استثنائي استعجالي.
نجاح المناضلين في سحب الثقة من زعيمة الحزب، اعتبروه فوزا للحزب وتخليصه من هيمنة واستغلال مفرط من طرف بعض القيادة له، على حساب القاعدة النضالية وباقي الإطارات الناشطة، حيث أن حنون ظلت لسنوات تقدم نفسها على أنها المفتاح السري للحزب وبذهابها يذهب الحزب، وفي كل مؤتمر تُسأل عن سبب عدم تخليها عن الزعامة لأحد الكفاءات بالحزب، ترد بأن المناضلين لا يرغبون بغيرها وهم من يطالبونها بالترشح في كل مرة، غير أن محاولات الانقلاب المتكررة سابقا، زرعت الشك في مصداقيتها، واكتشف المناضلون أن سبب الفشل هو علمها رفقة مقربيها بتواريخ إيداع طلبات تنظيم تلك الاجتماعات، فتسارع رفقة مسانديها وتودع طلبا للاجتماع بنفس التوقيت، لتلغى المواعيد أو تسبقهم بيوم أو يومين ويفسد اللقاء.
كما أضاف هؤلاء أن زعيمة الحزب ما فتئت تهمش الكوادر الناشطة وتعرقل تقدم الإطارات وترفض كل أفكار وخطط جديدة لإنعاش الحزب وهياكله، لجعله مواكبا للأحداث وما يجري على الساحة.
كما أن رفضها دخول حزب العمال معترك تشريعيات جوان القادم، كان القطرة التي أفاضت الكأس، بعدما أقصت رأي القاعدة واتخذت القرار رفقة بعضا من القياديين، بعد تأكدهم أن قانون الانتخابات الجديد يمنعهم من الترشح للتشريعيات. ويعمل هؤلاء المنقلبون على زعيمة الحزب وقيادته على التحضير لمؤتمر استثنائي استعجالي، لإعادة هيكلة الحزب وضخ دم جديد، عبر فتح الأبواب أمام كل فئات المجتمع ومواصلة النضال من أجل ضمان حقوق الجميع والنهوض بالبلد.
يذكر أن بعض الأصداء أفادت أن رئيسة حزب العمال تعهدت برفع دعوى قضائية ضد المجتمعين، باعتبار اجتماعهم غير شرعي ولا يستجيب للقوانين الداخلية للحزب.
من هي لويزة حنون؟
لويزة حنون من مواليد 7 أفريل 1954، امرأة سياسية، دخلت عالم النضال وهي طالبة بالجامعة، أسست حزب العمال سنة 1990 وهو امتداد للحركة اليسارية السرية التي كانت تنشط في الثمانينات واعتقلت بسببها.
اعتبرت أول امرأة عربية تترشح للرئاسيات في 2004، واصلت نضالها الحزبي ونشاطها السياسي، وتمكنت رفقة مناضلي الحزب من الاستحواذ على عدة مقاعد نيابية لعهدات متتالية، سجنت بالمحكمة العسكرية بالبليدة في 2019 في قضية ما يعرف ب” التآمر على الوطن” رفقة “سعيد بوتفليقة” شقيق الرئيس المخلوع “عبد العزيز بوتفليقة” والجنرالين “بشير طرطاق ومحمد مدين المعروف بالتوفيق” وغادرت السجن في فيفري 2020.
عادت بعدها للظهور إعلاميا والتعبير عما يجري على الساحة الوطنية والدولية، وبعد نضال استمر 30 سنة، جاءت عملية اليوم لتضع لها نهاية مأساوية، بعدما تم سحب الثقة منها وإبعادها من القيادة في عملية مباغتة من طرف مناضلي الحزب.
مريم عبارة