كتاب جزائري يرصد سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمازيغية

0
494
الرسول

أصدر الكاتب الجزائري، إبراهيم تازغارت، كتابا يرصد سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وحياته باللغة الأمازيغية، حيث صدر الكتاب في سبتمبر عن منشورات “ثيرا” تحت عنوان: “حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على طريق الحقيقة”.

ورغم تناول الأمازيغ، وأغلبهم من المسلمين على مذهب أهل السنة والجماعة، سيرة النبي محمد شفويا، إلا أنها المرة الأولى التي يصدر فيها كتاب بلغتهم يتناول حياته.

وعن كتابه يقول تازغارت لوكالة أنباء للأناضول: إنه “سفر ممتع مع حياة أكبر رجل عرفه التاريخ البشري الرسول محمد عليه الصلاة والسلام”.

وأضاف أن الرسول “تعرّض على مر التاريخ لحملات تشويه ممنهجة أثرت مؤخرا حتى على المسلمين المنبهرين بالثقافة الغربية المادية وقد انساق بعضهم وراء الحرب القذرة التي طالته”.

وأردف: “كتبت المؤلف انطلاقا من جغرافية ميلادي بالجزائر، وذكرت في المحور الأول أن من الأوائل الذين اشتغلوا على الحجاز وجزيرة العرب حتى الهند هو الملك العالم يوبا الثاني (ملك أمازيغي ولد في القرن 52 ميلادي ولد بهيبون (محافظة عنابة حاليا شرقي البلاد)”.

وتابع: “تناولت في الكتاب محاور أخرى مثل الحالة الدينية والروحية قبل الإسلام عند المماليك الأمازيغية بشمال إفريقيا وقرار النبي أن تكون وجهة الهجرة الأولى نحو الحبشة (إثيوبيا حاليا) في إفريقيا وأن ذلك لم يكن عبثا”.

وأوضح تازغارت أن من واجبه كأمازيغي مسلم أن يكتب عن حياة الرسول ويحاول تقديمه بلغته.

وأرجع ذلك إلى أن “الثقافة الشفوية تحكي عن النبي بإسراف ولكن التدوين هو خطوة نحو البحث المتمعن في لحظات عيش رجل خرج وحيدا من غار حراء ليُغير مجرى التاريخ الإنساني”.

وحول أسباب كتابته عن سيرة الرسول بالأمازيغية بيّن أن “الكنيسة بعد نهاية الحروب الصليبية (أواخر القرن 13) واصلت حملاتها على الإسلام بالإنتاج الفكري والمعرفي المتبلور فيما سُمي الاستشراق”.

وأضاف أن الكنيسة “حاربت الإسلام علانية وبوسائل مكشوفة، وأظهر أعداؤه دهاء كبيرا بعملهم على نسف الدين من الداخل عبر زرع أفكار وتصورات تقلل من قيمة الرسول الكريم”.

وزاد تازغارت أن “الرسول عليه الصلاة والسلام تعرّض لحملة محكمة لإظهاره رجلا يجري وراء السلطة ولا يتوانى في القتل واستعمال العنف حتى يصل إلى مراده”.

من جهة أخرى اعتبر تازغارت، أنّ رسومات صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية “عيّنة عن هذه التخيلات والتشويهات التي تراكمت منذ قرون”.

وعام 2006 نشرت “شارلي إيبدو” رسوما كاريكاتورية مسيئة تظهر النبي محمدا في زي شخصية مسلحة محاط بامرأتين محجبتين (ترتديان النقاب).

وفي 13 جانفي 2015، أعادت الصحيفة ذاتها نشر رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، بعد أسبوع على تعرضها لهجوم مسلح خلّف 12 قتيلا من هيئة تحريرها.

وبحسب تازغارت، فإن “هذه الحملات الفكرية والإعلامية القوية خلفت شروخا حتى داخل العالم الإسلامي الذي يُراد تجريده من قيمه وأخلاقه تحت مسمى العولمة”، مضيفا “أصبحت الكتابة ضد الرسول صلى الله عليه وسلم من شروط النجاح في الغرب وخاصة فرنسا فيما يخص الجزائر وبلدان المغرب العربي”.

ومن بين إفرازات الإستشراق، وفق تازغارت، “ظهور عوامل جديدة للوحدة في العالم العربي الذي عملت قوى الاحتلال على تسخيره لصالحها في الكثير من المناسبات”.

ورأى أنّ “العروبة تمكنت من زحزحة الإسلام من مكانته كعامل للوحدة وأَعلت الانتماء الإثني واللغوي فوق الانتماء العقائدي”، معتبرا أنه “انطلاقا من هنا بدأت تظهر أسباب تفتت المجتمعات المسلمة ليستحيل لها النهوض مرة أخري ومواكبة العصر”.

وفي سياق آخر أوضح تازغارت، أن “الأمازيغية من المكونات التي مسها الاضطهاد والتعتيم لحقب طويلة من الزمن، بداية من الاستعمار الفرنسي ضد الجزائر (1830-1962)”.

وقال: “الاستعمار عرّب أسماء الأماكن والأشخاص لكي ينتصر لأطروحته”، معتبرا أن “فرنسا تكملة للوجود الروماني حيث يتطلب نجاحها محو الوجود الأمازيغي من التاريخ”، مشيرا إلى “ظهور توجه لا وطني (لم يحدده) يعمل على إضعاف الدولة وتمكين النيوكولونيالية (استعمار جديد فكري ثقافي) من أخذ ثأرها القديم تحت غطاء الخصوصية المنطقوية اللغوية”.

وأردف أن “خلق شرخ بين الانتماء الأمازيغي والإسلامي يعد من بين أخطر الأسلحة التي تستعملها قوى تشتغل ضمن مشروع الفوضى الخلاقة التي تستهدف منطقتنا وتتكامل مع المشروع العروبي فكريا ولو في اتجاهات معاكسة”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا