فلاديمير بيتكوفيتش يكشف خفايا المنتخب الجزائري:

خسارة غينيا غيرت كل شيء.. المونديال حلمنا والباب مفتوح للجميع

0
306

في مقابلة مطوّلة خصّ بها القناة الرسمية للاتحاد الجزائري لكرة القدم، قدّم المدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش قراءة شاملة لمشواره مع المنتخب الجزائري منذ توليه قيادة “الخضر”، كاشفًا عن تفاصيل دقيقة تتعلق بالمجموعة، التحديات التي واجهها، وسقف التطلعات المستقبلية، الذي حدّده بوضوح: التأهل إلى كأس العالم 2026.

المدرب السويسري من أصل بوسني لم يخف أن مهمته بدأت في ظرف بالغ التعقيد، في أعقاب خيبات متتالية عاشها المنتخب الوطني على مستويات مختلفة، وقال في هذا السياق: “استلام المهمة جاء في مرحلة حساسة، كان الجانب الذهني حاسمًا في البداية، لأن إعادة بناء الثقة بين اللاعبين، والجمهور، والمحيط العام لم تكن بالأمر الهيّن”.

البداية كانت استكشافًا.. لكن المجموعة حفزت الطاقم

رغم كل شيء، وصف بيتكوفيتش أجواء العمل بالـ”إيجابية والمحفزة”، وأشاد بما وجده من التزام واحترافية داخل المنتخب. وأوضح أن التجربة الأولى كانت أشبه بمرحلة استكشاف لمستوى اللاعبين، وقدرتهم على التكيف مع فكر جديد ومنهج تدريبي مختلف.

وقال: “وجدت مجموعة متحمسة لتطوير نفسها، وهذا ما حفزني وطاقمي الفني على تقديم أقصى ما لدينا. لم تكن البداية واضحة، لكنها أرست قاعدة حقيقية للبناء”.

خسارة غينيا: أسوأ لحظة.. ونقطة تحول

بيتكوفيتش لم ينكر أن الهزيمة أمام غينيا في بداية مشوار تصفيات كأس العالم كانت بمثابة الصدمة، لكنه نظر إليها بمنظور مختلف، معتبرا إياها منعرجًا أعاد من خلاله ترتيب الأولويات وتقييم نقاط الضعف.

وقال: “الخسارة كانت مؤلمة، لكننا تعاملنا معها بشكل ناضج. أخذنا الانتقادات بجدية، أعدنا التنظيم وواصلنا العمل بهدوء. واجهت سيناريو مشابه مع سويسرا، البداية كانت سيئة، لكن النتائج تحسنت لاحقًا واستمرت لسنوات”.

البناء على أساس ذهني وفني متين

المقاربة التي يعتمدها بيتكوفيتش في عمله تقوم على المزج بين الجاهزية الذهنية والوضوح الفني، مع التركيز على جودة الأداء والتوازن داخل المجموعة، وأوضح أن المهم ليس فقط تطوير الأداء الجماعي، بل إقناع كل لاعب بأهمية دوره داخل المنظومة.

كما شدّد على أهمية الحفاظ على استقرار الفريق، ورفض فكرة الاعتماد على أسماء معينة فقط، وقال بوضوح: “لا أحد يضمن مكانه بشكل دائم. أقيّم الأداء، وليس الأسماء. اللاعبون يُستدعون بناء على مستواهم مع أنديتهم، ومن يقدّم الأفضل سيجد نفسه في القائمة”.

الإصابات والغيابات لا تُبرر النتائج

واحدة من النقاط التي توقف عندها بيتكوفيتش تتعلق بالإصابات المتكررة في كل تجمع، لكنه أكد أنه لا يبحث عن أعذار، مشيرًا إلى أنه يختار دائمًا أفضل 23 لاعبًا متاحًا، وأن التركيز على الغائبين لا يخدم المجموعة.

وأوضح: “أثق في من أستدعيهم. لا يمكننا العمل ونحن نبكي على من غاب. هناك لاعبون يصنعون الفارق متى حصلوا على ثقة الجهاز الفني”.

القائمة تحت الضغط.. لكن القناعة تحكم القرار

وحول الجدل الذي يرافق كل إعلان لقائمة المنتخب، اعترف المدرب السابق لنادي لاتسيو الإيطالي بأنه يواجه ضغوطًا كبيرة، خاصة مع توفر خيارات متعددة، لكنه أشار إلى أن اتخاذ القرار في النهاية يعود لقناعة مبنية على تقييم فني واضح.

وتابع: “نعم، الأمر صعب. خيارات كثيرة ومعطيات متغيرة، لكن عندما أقرر، أكون مقتنعًا بنسبة 100%”.

التركيز على القادم: رواندا، السويد، ثم العودة لتصفيات المونديال

تطرّق بيتكوفيتش إلى برنامج العمل في شهر جوان، حيث تنتظر المنتخب مواجهتان وديتان أمام رواندا والسويد، وأوضح أن اختيار المنافسين لم يكن سهلاً بسبب انشغال معظم المنتخبات في التزامات رسمية، لكنه أثنى على مجهودات الاتحاد الجزائري في تأمين هاتين المباراتين.

وأوضح أن مواجهة رواندا ستساعد على محاكاة طابع المباريات الإفريقية في كأس الأمم، فيما تمثل مباراة السويد فرصة لاختبار الفريق أمام منتخب أوروبي عالي المستوى استعدادًا لتحديات قادمة.

قسنطينة في قلب الحدث.. والمنتخب للجميع

أشاد المدرب السويسري بالاستقبال الذي حظي به في مختلف المدن الجزائرية، مشيرًا إلى أن اختيار قسنطينة لاحتضان المواجهة الودية المقبلة يُعد تكريمًا مستحقًا لمدينة لها رمزية كبيرة في التاريخ الوطني.

واختتم بيتكوفيتش حديثه بالتأكيد على أن الأولوية المطلقة حاليًا هي ضمان التأهل إلى كأس العالم، مشددًا على أن العمل خطوة بخطوة وتحقيق الانتصارات هو الطريق الأضمن لبلوغ الأهداف، وقال: “نفكر في المباراة القادمة فقط، لكن هدفنا البعيد واضح: نريد أن نكون في كأس العالم. ومن هناك، سيكون لكل مرحلة مشروعها”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا