فيما تصدت منظمات وجمعيات خيرية ورجال أعمال لجشعهم بحملات مضادة

تجار الموت يسيطرون على سوق قارورات الأكسجين ويستثمرون في آلام كوفيد

0
709
في الوقت الذي تسقط الأرواح بالجملة المصابين بفيروس كورونا داخل المستشفيات وخارجها بسبب نقص الأكسجين برزت جهات تصنف في خانة المجرمين” تعمل على بسط سيطرتها على سوق الأجهزة الطبية الخاصة واستغلُ مضاربون حالة الخوف والهلع المنتشرة هذه الأيام في كل مكان من أجل رفع مكاسبهم المالية في سوق يدر عليهم العشرات من الملايين يوميا بعد رفع سعر قارورات تثبيت الأكسجين الى 40 مليون سنتيم
كسرت المضاربة الحاصلة في قارورات الأكسجين كل الجوانب الإنسانية ، بل وأكدت تجرد أصحابها من صفة البشر كيف لا وهم أشخاص يتاجرون بأوجاع المرضى وبموت المرضى لا لسبب إلا من أجل تحقيق ربح سريع في وقت الأزمات ، ورغم أن المواطنين قد تعودوا على مافيا السوق التي تضرب جيوبهم في كل مرة بافتعال أزمات متتالية سواء أزمة الزيت والسكر والحليب وأزمة كيس السميد إلا أن المضاربة في أدوات طبية تتوقف عليها حياة مئات الأشخاص فهو أمر غير طبيعي وغير منطقي
فبعيدا عن المستشفيات التي عجزت عن توفير الأكسجين للمرضى، وجد قطاع عريض من أهالي المصابين بهذا الفيروس القاتل والذين يخضعون للعلاج المنزلي ويعانون من ضيق في التنفس صعوبة تأمين قارورات الأكسجين التي قفزت أسعارها بشكل رهيب وباتت ترراوح بين 10 و20 مليون وبلغت في الأسبوع الأخير الذي شهد الذروة في الإصابات وسط عجز المستشفيات  إلى 40 مليون سنتيم وأسعارها تتحدد حسب حجمها.وشهدت أماكن بيع وتعبئة قارورات الأكسجين الطبي إقبالا مكثفا للمواطنين الراغبين في اقتناء هذه المادة أو ملأ القارورات الخاصة بها، بينما لجأت أخرى إلى كراء قارورات الأكسجين بسعر رمزي مقابل تقديم بعض الوثائق الضرورية على غرار شهادتي الإقامة والميلاد ووصفة طبية تُؤكد وتثبت حاجة المريض للأكسجين ومبلغ مالي يقدر بـ 2 مليون سنتيم يُستردُ عند إرجاع القارورة.
في مقابل ذلك تجندت جمعيات خيرية ومنظمات للوقوف في وجه مستثمري الموت ” ودخل نواب وأحزاب سياسية ومنظمات اقتصادية وجالية من الخارج على خط الأزمة لدعم عجز  المنظومة الصحية وأطلقوا نداءات تضامن وحملات لجمع قارورات أوكسجين، وهو ما قام به النائب عن حركة البناء الوطني رشيد شرشار، إذ تمكن من جمع 100 قارورة أكسجين نصفها تبرعت بها مُؤسسة “مغرب” للتغليف” سُلمت لإدارة مُستشفى حي “النجمة” بوهران المُخصص لعلاج مرضى “كوفيد _ 19″، لتوفير الأوكسجين لكل المرضى المُتواجدين في المشفى.
كما أطلقت أمس تنسيقية منظمات الجالية الجزائرية بالخارج، حملة تبرعات واسعة في أوساط المهاجرين بالتنسيق مع مؤسسة الجزائر المتحدة الخيرية وممثلين عن رجال أعمال جزائريين مغتربين، من أجل دعم القطاع الصحي في الجزائر في مواجهة كورونا، خاصة بمكثفات الأكسجين.
وكشفت التنسيقية أن هذه الحملة تمت بالتنسيق مع “مؤسسة الجزائر المتحدة الخيرية” والجمعيات الإغاثية الفاعلة في الجزائر في “تسيير وتوزيع مكثفات الأكسجين” مع إرسال تقارير متابعة دورية لتسيير هذه العملية للمتبرعين.
كما أطلقت منظمات وجمعيات خيرية وولاة جمهورية نداءات إلى المؤسسات الاقتصادية ورجال المال والأعمال من أهل الخير، للمشاركة في حملات توفير مكثفات الأوكسجين،التي تمكّن من التكفل بمرضى كوفيد في منازلهم، مما سيساهم في توفير أسرة الإنعاش بمصلحة كوفيد بالمستشفيات التي تعرف تشبعا.
محمد إسلام

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا