“تأمين نهب الثروات”… الرهان الرئيسي للتواجد الفرنسي في منطقة الساحل

0
324
فرنسا
فرنسا

يتمثل الرهان الرئيسي لفرنسا في الساحل الإفريقي، في تأمين وصولها إلى الموارد الطبيعية المختلفة التي تزخر بها المنطقة ولأطول مدة ممكنة، حسبما جاء في مقال لصحيفة “ريفوليسون بيرمانونت” الفرنسية نشر على موقعها الالكتروني.

وفي مقال تحليلي بعنوان: “بعد ثمان سنوات، لاتزال فرنسا في حرب في مالي: القوات الفرنسية خارج إفريقيا!”، أكدت الشبكة الدولية لصحف اليسار (الفرنسية)، أن “الرهان الرئيسي لفرنسا الإمبريالية، يتمثل في تأمين وصولها طويل الأمد،إلى الموارد الطبيعية المتعددة التي تزخر بها منطقة الساحل”، مشيرة إلى أنه، بعد قرابة العام على قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إرسال 600 عسكري إضافي، بشكل أساسي إلى مالي، لدعم قوة “برخان” المتواجدة في منطقة الساحل، فإن الاستنتاج واضح ولا لبس فيه: الوضع يتعثر ويتجه نحو مزيد من عدم الاستقرار”.

وأكد كاتب المقال أنه “في مالي، كما هو الحال في جميع أنحاء غرب إفريقيا والساحل، فإن التواجد الإمبريالي الفرنسي هناك، تحت غطاء مكافحة الإرهاب، يزيد من حدة معاناة السكان”.

وبالرغم من كونها “غارقة في الخطاب الكلاسيكي حول +مكافحة الإرهاب+ (…)، تبقى المصالح الاقتصادية والجيواستراتيجية للإمبريالية الفرنسية واضحة للغاية” وفقا لذات المقال – الذي أوضح أن “شمال مالي، المسرح الرئيسي لعملية +برخان+ يمثل في الواقع منطقة إستراتيجية بين منطقة (تاوديني)، الواقعة بين شمال غرب مالي وموريتانيا، حيث تتواجد شركة فرنسية من أجل البترول، وفي غرب النيجر، حيث تستخرج شركة متعددة الجنسيات، اليورانيوم”.

ولهذا السبب، يوضح كاتب المقال، “بعد ثماني سنوات من الحرب وتفاقم حالة عدم الاستقرار، تحاول فرنسا تقليص نطاق مشاركتها في منطقة الساحل لاسيما في مالي، من أجل تحسين عمليات السيطرة”.

ويؤكد صاحب المقال، أنه في الوقت الذي تعتبر فيه الدول الغربية بانتظام الإرهاب، مصدرا رئيسيا للاضطرابات في منطقة الساحل، فإن بعض المؤسسات البحثية ومراكز الفكر، تتحدث من جانبها على “هشاشة مؤسسات الدولة والسلطوية وتغير المناخ كعوامل متسببة في عدم الاستقرار “، وذلك استنادا إلى ما نشرته في وقت سابق جريدة “فورين بوليسي”.

غير أنه، وحسب الكاتب، فإن ” الاستيلاء الإمبريالي على الموارد الطبيعية، يمثل السبب الرئيسي لإضعاف المجتمعات والسكان”.

ويرى ، أن “الإمبريالية الفرنسية في منطقة الساحل، بعيدة كل البعد عن كونها الحل، بل تمثل في الواقع المشكل الرئيسي في المنطقة. نهب الموارد والدمار الناجم عن الحرب، والفراغ السياسي الناتج تلقائيا عن الحرب والفراغ السياسي، في طريقه لتحويل مالي إلى مستنقع عسكري وجيوستراتيجي (…)”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا