قال رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي إن الجزائر “مدركة لمحاولات الزعزعة وزرع الفتنة بين مكونات هذا الشعب العظيم الذي وحدته الأحداث والخطوب عبر الأزمنة، وصنع مجده الخالد في ملحمة نوفمبر العظيم التي علمت الإنسانية كيف يكون الوفاء والفداء للوطن”.
وأكد بوغالي، اليوم الأحد، في كلمة قرأها نيابة عنه نائب رئيس المجلس فيطس لكحل، خلال يوم دراسي حول “مسار ومنجزات وآفاق المجلس الأعلى للغة العربية”، حرص الدولة الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على إيلاء اللغة العربية “المكانة التي تستحقها”.
وأضاف رئيس البرلمان أن الاحتفاء باللغة العربية في “شهر نوفمبر الأغر، وفي فضاء مجلس يرمز إلى إرادة الشعب السيد في اختيار ممثليه، حدث يبرز بوضوح تمسك الجزائر قيادة وشعبا بخصوصياتها، كما يبرز معالم الجزائر الجديدة المتمسكة بانتمائها الحضاري”، مضيفا أن هذا الاحتفاء يعد أيضا “إشارة إلى حرص الدولة الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على إيلاء اللغة العربية المكانة التي تستحقها”.
واعتبر المتحدث، أن “الأمة التي تزدري لغتها وتحتقر لسانها، هي أمة سيلفظها التاريخ ولا يقيم لها وزنا”، ذلك أن اللغة -مثلما قال-، تعد “حمولة فكرية وتراكما حضاريا وخصوصية تميز وهوية وانتماء، وهي الضامنة للحضور الكوني في عالم يتمايز ويتنوع ويتعدد ويتنافس على الإضافة والإسهام في الوعي الإنساني”، مؤكدا أنه “ليس ثمة من تعارض بين الاعتزاز باللغة الأصل لأي أمة وبين تعلم بقية اللغات والاطلاع على غيرها من الألسن والثقافات”، مشيرا إلى أن “قوة الفكر تستمد طاقتها من القوة اللغوية الحاملة للمضامين الحضارية الضاربة في أعماق التاريخ”، مؤكدا أن “الجزائر التي حافظت على خصوصيتها وبعدها الأمازيغي العربي الإسلامي طيلة حقبة الاستعمار البغيض رغم محاولات الطمس والسلخ، هي اليوم قادرة على تفعيل كل مقوماتها في إطار النظرة الجديدة التي تتبناها سياسة رشيدة نابعة من إرادة شعبية واعية مدركة للتفاعلات والمتغيرات العالمية”.