حملة الانتخابية للتشريعيات في يومها الثاني

انطلاقة باهتة وعزوف شعبي بوهران

0
330
بدت الحركة عادية في شوارع وهران المدينة وبلدياتها ذات الكثافة السكانية  المرتفعة، دون أي تفاعل يعبر عن وجود حدث استثنائي، رغم أنه اليوم الثاني للحملة الانتخابية للتشريعيات المقررة يوم 12 جوان القادم، رغم وجود 37 قائمة تتاسبق على 17 مقعد  ب730 مترشحا.
حيث اكتفى معظم المترشحين بلقاءات على مستوى مكاتب مداوماتهم الرئيسية، خاصة مترشحي القوائم الحرة، الذين لا يزالوا ينسقون ويخططون لتنشيط حملتهم، وبحث طرق مقابلة المواطن وجها لوجه، وكيفية إقناعهم ببرامجهم، وذلك بسبب خوفهم من ردات فعله السلبية، لعدم خوضهم في المجال السياسي سابقا، وعدم معرفتهم بشؤون الحملة الإنتخابية وكيفية إدارتها مسبقا، ما عدا أن شغف التجربة وتجريب حظهم، قادهم إليها، لاسيما وأن بعضهم لم يمتلك بطاقة انتخاب سابقا، وقد اضطر لاستخراجها لأنها شرط لدخول غمار الترشح، في حين اكتفى الجنس اللطيف بنشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما يعول هؤلاء الأحرار على بداية الأسبوع المقبل للانطلاقة الرسمية لحملتهم، حتى يخالفون خطابات مرشحي الأحزاب، لأنها لا تمت للواقع بصلة في معظمها.
 في سياق موازي، الأحزاب السياسية هي الأخرى لم تنطلق فعليا في حملتها المباشرة مع المواطن، بل اكتفت بفتح مداوماتها على مستوى البلديات، والتواصل الحذر مع المواطنين، في حين بادر حزب الأرندي بتدشين حملته من وسط مدينة وهران، أين أخذ صورة جماعية لمرشحيه رفقة مديرية الحملة الإنتخابية من أمام مقر بلدية وهران بساحة أول نوفمبر، وعاد إلى مكتب المداومة لاستكمال برنامج خطة عمله، في خطوة للتأكيد على توحد القيادة المحلية مع مرشحيها بعد حالة الفوضى والصدامات التي عاشتها خلال فترة الترشيحات ومحاولات التشويه التي طالت بعض هؤلاء المترشحين.
في حين لازال حزب الأفلان لم ينطلق خارج مداومته، بل أخّر عملية الانطلاقة بسبب حالة التوجس والانقسام التي يعيشها مرشحيه بينهم وبين مسؤولي المحافظات الثلاث من جهة والقاعدة النضالية من جهة أخرى، بعدما تم رفض ملف محافظ وسط وهران، وإعادة تغيير القائمة ثلاث مرات، بسبب عدم قبول ملفات بعض المترشحين من طرف سلطة الانتخابات، وهو ما جعل المناضلين يغضبون من قيادة حزبهم التي أساءت للحزب بطريقة مباشرة وزادت من تشويه صورته لدى الشعب بترشيح أشخاص لم تقبل ملفات لأسباب مختلفة.
في حين اختار بعض المترشحين الأحرار الانطلاقة من مناطق الظل بالولاية، نسبة لترشح بعضهم من هناك، وسهولة الاحتكاك بالمواطنين، وهو ما اعتمده حزب المستقبل، الذي فضل الانطلاقة من خارج مدينة وهران، شرقا تحديدا من مفسوخ صباحا ومساء بعين الترك.
يذكر أن البداية كانت باهتة بسبب توجس المترشحين وخوفهم من التعامل السلبي للمواطنين، فاكتفى أغلبهم بعمليات جس النبض للشارع في اليومين الأولين على أن تكون الانطلاقة للسباق نحو مقاعد البرلمان، يوم الأحد بالتعرض لبرامجهم الانتخابية الوطنية والمحلية بالتفاصيل عبر تجمعات القاعات والفضاءات المخصصة لذلك والتواصل المباشر مع المواطنين بالأحياء والبيوت، في حين لم ينتبه المواطنين لهؤلاء ولم يقبلوا على مكاتبهم ولا على وقفاتهم بالشارع، في رسالة مباشرة أن المواطن لازال يشك في نوايا المترشحين وأنه لا مكان لطلباته وسط أحلامهم.
مريم عبارة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا