سيقدم، بعد قليل، بـأوبرا “بوعلام بسايح”، العرض الرسمي والشرفي الأول لفيلم “هليوبوليس” للمخرج جعفر قاسم، بعد أن تأجل العرض أمام الجمهور شهر نوفمبر الماضي بسبب وباء كورونا.
ويزامن العرض بأوبرا الجزتئر، مع عرض الفيلم في صالات السينما بمختلف مناطق البلاد، حسب ما أعلنه المركز الجزائري للسينما.
ويرتقب أن يحضر العرض شخصيات رسمية يتقدمهم الوزير الأول عبد العزيز جراد، ووزيرة الثقافة مليكة بن دودة.
وكان يفترض أن يعرض الفيلم رسميا يوم الـ5 نوفمبر الماضي، في إطار إحياء ذكرى اندلاع ثورة التحرير، لكن العرض تأجل بسبب كورونا.
ويفتتح الفيلم بمشهد تسلط فيه بالكاميرا على رعب شيخ وطفل من الريف من خطر قادم من السماء لتقترب رويدا طائرات حربية تشرع في القصف.
وتتوقف الكاميرا لتعود فجأة إلى حوالي خمس سنوات مضت والتي تسجل للقيام الحرب العالمية الثانية مع بداية الأربعينات من القرن الماضي.
وهذه هي المرحلة الأطول في الفيلم لانها تذكر بالحيثيات التي ادت الى وقوع تلك الأحداث المؤلمة و ركز المخرج على التغيرات التي طرأت على حياة مقداد زناتي (عزيز بوكروني) الأب بعد عودة ابنه محفوظ من الجزائر العاصمة بشهادة البكالوريا التي تؤهله لأحسن الجامعات.
لكن أمنية الأب والابن لن تتحقق لأن المدارس العليا لا تقبل ب”الاندجانة ” كما يسمي المستعمر الجزائريين آنذاك.
ويصور الفيلم أنه ما كان مقداد الأب أو ابن القايد مندمجا في المجتمع الكولونيالي بقدر ما اقترب الابن شيئا فشيئا من الحركة التحريرية لينضم في الأخير إلى صفوف حزب الشعب الجزائري.
وتتطور الأحداث ويكشف المستعمر عن وجهه الحقيقي من خلال تصرفات وحشية واحتقار للسكان الذين جندوا أبناءهم عنوة للمشاركة في الحرب ضد ألمانيا وحلفائها.
وبعد انتهاء الحرب يرفض المعمرون الوفاء بوعودهم بخصوص مصير الجزائر، ما يجعل الجزائريين مصرين على انتزاع استقلالهم ويخرجون للتظاهر سلميا لكن سلطات الاحتلال تقابلهم بعنف دموي أسفر عن استشهاد 45 ألف جزائري.
حسام الدين وائل
