الرئيس تبون..

الجزائر طرف فاعل في بناء قارة إفريقية قوية وفاعلة بمشاريع هيكلية كبرى

0
150
قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في كلمته خلال افتتاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر، الخميس، إن احتضان هذا الحدث الاقتصادي القاري الكبير يعد “مصدر فخر واعتزاز للجزائر”، مرحّبًا بكافة المشاركين والضيوف في بلدهم الثاني الجزائر.
وأوضح رئيس الجمهورية أن هذه الطبعة تنعقد في ظرف عالمي “بالغ الدقة والحساسية، تتسارع فيه الأحداث بشكل غير مسبوق، وتتعاظم فيه المخاطر التي تهدد بانهيار منظومة العلاقات الدولية القائمة”، مشددا على أن “الهمّ اليوم اقتصادي بامتياز، وهمّ مصيري يستوقفنا جميعا لطرح السؤال الجوهري: أين تقف إفريقيا اليوم من الاقتصاد العالمي؟”.
وأكد الرئيس تبون أن القارة الإفريقية مهددة مرة أخرى بأن تكون “أبرز ضحايا الأوضاع الدولية المتدهورة، من خلال تعنيف الأولويات، وإخفات صوتها، وتهميش دورها في مسار إعادة تشكيل النظام العالمي، رغم ما تختزله من إمكانيات وطاقات هائلة”.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن هذا اللقاء “ليس مجرد تظاهرة اقتصادية بل تجسيد لوعي جماعي يحذونا جميعا نحو بناء قارة متكاملة، قوية الإرادة وفاعلة في محيطها الإقليمي”، مضيفا: “لقد حققنا إنجازات معتبرة خلال العقدين الماضيين، على غرار تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وانضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين، وربط علاقات شراكة مع أبرز القوى والمنظمات العالمية”.
غير أن الطريق – يضيف الرئيس تبون – “لا يزال طويلا أمامنا لتصحيح المظالم التاريخية التي طالت إفريقيا”، موضحا أن القارة “مغيبة في صناعة القرار الاقتصادي العالمي، بحكم تهميشها في أغلب المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية”، حيث لا تتجاوز حصة الدول الإفريقية مجتمعة “6.5 في المائة من حقوق التصويت في صندوق النقد الدولي”، بينما يبقى تأثيرها “محدودا في منظمة التجارة العالمية”.
كما لفت إلى أن حصة إفريقيا من التجارة العالمية “لا تتجاوز 3 بالمائة”، وحصتها من تدفقات الاستثمار “لا تتجاوز 94 مليار دولار”، بينما التجارة البينية الإفريقية “لا تزال في حدود 19 بالمائة فقط مقارنة بأوروبا التي تتجاوز 60 بالمائة”. وأوضح أن القارة تعاني فجوة عميقة في البنى التحتية للنقل والطاقة والاتصالات والتمويل، “تقدّر بنحو 90 مليار دولار سنويا وتكلف إفريقيا انخفاضا بـ2 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي”.
وشدد رئيس الجمهورية على أن هذه المعطيات “يجب أن لا تحد من عزيمتنا، بل ينبغي أن تكون دافعا إضافيا لاستنهاض طاقتنا الجماعية وتحويل واقعنا القاري إلى نجاح”، مؤكدا أن الجزائر “لن تكون إلا طرفا فاعلا في هذا المسعى، وهي التي أخذت على عاتقها المساهمة في رفع هذا التحدي لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية”.
وفي هذا السياق، قال الرئيس تبون إن مساهمة الجزائر تتمثل في عدة أوجه، من بينها “المشاريع الهيكلية الكبرى ذات البعد القاري التي شرعت فيها الجزائر، على غرار الطريق العابر للصحراء الذي سيربط الجزائر بعدد من الدول الشقيقة، ومشروع أنبوب الغاز الجزائر–نيجيريا الذي سيؤمن الطاقة والتنمية لعدة دول إفريقية”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا