تضمن بيان السياسة العامة للحكومة، حصيلة للنشاطات والأعمال التي أنجزتها مختلف القطاعات خلال الفترة الممتدة من شهر سبتمبر 2022 إلى غاية شهر أوت 2023، بأرقام دقيقة في إطار تنفيذ مخطط عمل الحكومة الذي صادق عليه البرلمان بتاريخ 16 سبتمبر 2021الذي تم تجسيده وفق البيان في ظرف اقتصادي دولي متدهور، تميز بالخصوص بتشديد السياسات النقدية للبلدان المصنعة وتردي الأوضاع المالية للعديد من البلدان.
وقال بيان السياسة العامة الذي نزل للبرلمان بعدما تمت المصادقة عليه خلال مجلس الوزراء، أن الجزائر عرفت كيف تثبت صمودها في الظرف الدولي الذي تطبعه الهشاشة وعدم اليقين، عرفت الجزائر من خلال الحفاظ على نمو اقتصادي معتبر سيقدر بنسبة 5.3% في سنة 2023، مع الإشارة إلى أن هذا النمو سوف يتحقق، أساسا، بفضل قطاعات المحروقات (61%)، والفلاحة (54)، والصناعة (%73 والأشغال العمومية والبناء (6.6%). أما بالنسبة لنمو الناتج الداخلي الخام خارج المحروقات فإنه من المفروض أن يبلغ نسبة 1.9% في سنة 2023، مقابل نسبة 1.3% المسجلة سنة 2022. من جهة أخرى، وبفعل انخفاض أسعار البترول مزيج الصحراء SAHARA BLEND” الذي شهد متوسط سعره تراجعا من 104 دولار للبرميل في سنة 2022، إلى 85 دولار للبرميل في سنة 2023، فإنه من المرجح أن يعرف مستوى صادرات السلع تراجعا هو الآخر، ليستقر عند مبلغ 52.8 مليار دولار في نهاية سنة2023. كما يُرتقب أن ترتفع الواردات تحت وطأة التضخم العالمي لتصل إلى 1.5 مليار دولار عند نهاية السنة الجارية، غير أن الميزان التجاري سيبقى إيجابيا هذه السنة ليستقر في مبلغ 11.3 مليار دولار.
قرارات استعجالية لدعم السوق والأسعار
وسجل البيان إرتفاع معدلات التضخم التي بلغت خلال 7 أشهر الأخيرة 9.5 بالمائة،لكنه أشار في مقابل ذلك إلى توقعات بتراجع نسبة التضخم السنوية إلى حدود 7.5%. وأمام هذا الوضع اتخذت الحكومة التدابير الملائمة بغرض الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين لاسيما من خلال إقرار زيادات معتبرة في الأجور والمنح لفائدة الموظفين العموميين والمتقاعدين والبطالين.
كما تم اتخاذ قرارات استعجالية لضمان تموين سريع ومنتظم للسوق الوطنية من المواد الغذائية الأساسية وتوفيرها بأسعار مدعمة، على غرار زيت المائدة، والعجائن الغذائية والسكر.
ارتفاع في نفقات الدولة بلغ 14.706,8 مليار دينار