الأمير المفترى عليه

0
492
الأمير المفترى

يقال إن التاريخ يكتبه المنتصر، ونحن من هزمنا فرنسا التي التي سوقت لمقوله إنها لا تقهر، وانتصرنا بسواعد شهدائنا الذين تم تعدادهم بالمليون ونصف المليون شهيد رغم أن العدد يفوق ذلك، انتصرنا بباهض الاثمان.
التاريخ يكتبه المنتصر، ولكن نجد أن هذا التاريخ يكتب بزيف ويُخون من كان له الفضل في وضع اللبنة الأول في تأسيس الدولة الجزائرية.

منذ احتلال الجزائر عام 1830، يتوقف النضال ولم يستكين الأهالي لهذا الاحتلال الغاشم، حيث كانت تتمخض عن هذا الرفض مقاومات ومعارك، وكانت مقاومة الأمير عبد القادر من بين هذه المقاومات، والتي كانت من أشرس المقاومات وأعمقها ولها نتائج باهرة وهي تأسيس الدولة الجزائرية بعاصمة متحركة، ثم يأتي من يشكك في نزاهة هذا الرجل.

الأمير عبد القادر بن محي الدين الشاعر والفيلسوف والرجل السياسي، الذي أبهر العالم بحنكته ودهائه السياسي، والذي أرغم فرنسا على الاعتراف بسيادته على غرب البلد والوسط، في معاهدة “تافنا” عام 1838م.
أمير تم مبايعته في السن 25 وبهذا العمر يؤسس لدولة متكاملة الأركان، ليأتي اليوم من ينكر جميله في قهر عدو صوروه لنا أنه لا يقهر.

الأمير عبد القادر الشاعر العابد المتصوف، يشككون اليوم في وطنيته وفي جهاده، لا لشيء سوى لتزييف تاريخ الذي من المفروض أن يكتبه المنتصر.

لو أن الأمير تسابق لأجل المناصب، لقبل أن يكون سلطانا على سكان المغرب حين طُلب منه بدل السلطان المغربي، لكنّ الأمير عبد القادر بأخلاقه السّامية امتنع ورفض احتراما لضيافة السّلطان المغربي والعهد الذي قدّمه له بأن لا يخونه ولا ينافسه في ملكه.

وحين هاجر الأمير إلى الشام طلب منه سكان الشام وألحوا عليه أن يكون سلطانا على العرب جميعا هذه المرّة عوض السلاطين العثمانيين فرفض الأمير عبد القادر أن يكون سلطان العرب احتراما للسلطان العثماني وتقديرا له ورفضه منافسة السّلطان العثماني خاصّة وأنّ الأمير عبد القادر يملك من المواصفات الأخلاقية والجذر التاريخي والتعاطف الشعبي والأخلاق السّامية التي تؤهل ليكون سلطان، هذه هي أخلاق الأمير الذي يتم تخوينه اليوم.
أيُ نكران جميل الذي يُعمل به مؤسسة الدولة الجزائرية، وما هو الغرض من تشويه صورة رمز الدولة.

كريمة مكاحلية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا