الأرندي…الأمن القومي مسؤوليتنا جميعا

0
134

اجمع المتدخلون في الندوة المنظمة داخل بيت التجمع الوطني الديمقراطي حول الحزائر والأمن الامن القومي في مواجهة التحديات على أن المنظومة الامنية مرتبطة بالمنظومة الاقتصادية التي تعني الحياة الاجتماعية وهما مرتبطتان ارتباطا وثيقا فلا يمكن الحديث عن الامن دون توفر ظروف العيش وهذه الثنائية هي ازلية ليس لها علاقة بالمفهوم الامن القومي الذي ظهر كمصطلح بالولايات المتحدة الأمريكية في منتصف الأربعينات وتحديدا عام 1947ولذلك لسبيبين اثنين يتعلق الاول بالجغرافيا فعندما ظهر المصطلح كان يتحدث عن نظرة الغرب وعلى رأسه الامبريالية العالمية لحماية مصالحها الخارجية وتحصين  الجبهة الإجتماعية اقتصاديا اي بمعنى البحث عن مناطق النفوذ خارج الرقعة الجغرافية أما السبب الثاني فهو مرتبط بالتاريخ باعتباره عاملا محوريا في اية منظومة أمنية لما له من تراكمات وترسبات سوسيو ثقافية  وهنا يمكن القول إن عامل الزمكنة محوري وجوهري في أية منظومة أمنية مهما كان نوعها لأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالحيز الجغرافي وعلاقته بالتاريخ.

أثار المتدخلون في ندوة الارندي التي نشطها كل من الخبير الأمني العقيد المتقاعد حملات وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور رشيد وحضرها جمع من الوجوه السياسية المرتبطة بمبادرة بن قرينة كما حضرتها وجوه سياسية ونخبة من الأساتذة والمفكربن.
استهل ممثل الأرندي البروفيسور مصطفى ياحي كلمته بمقطع من النشيد الوطني الذي يقول يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كما يطوى الكتاب معتبرا بان الشراكة السياسية اساسية لكنها غير فهالة مالم تستثمر في النخب وتجعل من الفكر قاطرة لبناء جزائر الغد وفي ظل الذكرى الواحدة والستون للاستقلال نسعى الى تجسيد ديمقراطية تلتزم ببيان أول نوفمبر الذي يبقى ميثاقنا الأول ومرجعيتنا التاريخية ومن ننطلق.
اضاف البرفيسور ياحي ممثل التجمع الوطني الديمقراطي صاحب المبادرة أن الجزائر هي حصيلة لحركات ومقاومات شعبية من الامير الى غاية نوفمبر مرورا بالعشرية الحمراء وهذه الدماء هي دماء جزائرية ضريبة المقاومة ورفض الهمجية والعنف تحت كل المسميات من الاستعماروالكولونيالية الى التطرف والإرهاب مرورا بالجريمة المنظمة والحرب السبريانية وصولا الى الحروب الهجينة والجيل الرابع واليوم نحن أمام تحدي  الذكاء الاصطناعي في مواجهة الخطر السبرياني.
تناول المتدخلون من النخب والأستاذة الجامعيين إشكالية الأمن القومي ومن زوايا متعددة وكيف يمكن للجزائر مجابهة هذه التحديات  وهو ماتم تسجيله في توصيات ستكون ورقة طريق توجه للجهات المعنية ومراكز البحث قصد إعطاء الإضافة عليها أو اختيار زوايا منها كأطروحات بحث للطلبة في مشاريعهم البحثية ومنها كمقررات للمؤسسات الرسمية لا سيما الجيش الوطني الشعبي الذي يبقى الدرع المتين في مواجهة هذه التحديات والتهديدات خاصة العابرة منها للقارات والتي تهدد المنظومة الأمنية برمتها إذا لم تكن جبهة داخلية قوية تقوم بدورها الحيوي والطبيعي في صد كل الهجمات من شأنها التأثير على الاستقرار الاجتماعي والسياسي والثقافي والبيئي لأن الاستقرار الأمني لا يأتى بمرسوم رئاسي ولا بقرار تنفيذي فالمؤامرات الداخلية أخطر من التدخلات الخارجية خاصة في ظل العالم الازرق الذي أحدث ربيعا عبريا في بعض الدول ولا تزال تأثيرته وأخطاره تهدد المنظومة الامنية الإقليمية.
إن الجزائر بحدودها الشاسعة تمثل قارة لوحدها ومن الصعب التكهن بحماية هذه الحدود مالم تكن هناك القيمة المضافة المتمثلة في المواطنة وهي كيف يشعر المواطن من أقصى حدودنا الغربية إلى آخر نقطة في حدودنا الشرقية ومن اخر نقطة على خط الساحل الافريقي إلى اخر نقطة في جنوبنا الكبير أنهم كلهم جنود مجندة لحماية هذا الوطن وأن دورهم في الحماية ومحاربة الجريمة والتصدي للتهريب والمخدرات والهجرة الغير  شرعية كل هذه الأدوار هي مسؤوليتهم أيضا ولا فرق بينهم وبين افراد القوات الامنية النظامية الأخرى التي تقف السد المنيع في مواجهة هذه الاخطار لكن بتوفر ظروف العيش الكريم لهم بمافي ذلك متطلبات الحياة من التعليم والصحة والغذاء لأن الطعام مرتبط بالجوع والأمن مرتبط بالخوف لقوله تعالى ” اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”.

الدراجي الاسبطي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا