احذروا الشجار أمام أبنائكم

0
532

الشجار بين الوالدين يفسد أبناءهم، ربوا أبناءهم فقد خلقوا لجيل غير جيلكم، قد يؤدي كل الشجار داخل العائلة إلى انعكاسات نفسية مفاجئة تصل أحيانا إلى مختلف الصدمات منها الخفيفة، وقد تكون قوية تزعزع الكيان النفسي للطفل على المدى الطويل وتكون بالنسبة له كمدخل لممارسة العنف والعداوة مع أقرانه في المدرسة ومع جيرانه وفي المجتمع الذي يعيش فيه.
كما ينتج عن هذه التأثيرات السلبية لمشاكل الوالدين أمراض نفسية يصعب علاجها لدى الأطفال الناتج عن احساسهم بالعار من تصرفات والديهما أو بالذنب أو بعقدة نفسية مرضية تخلق لهم إضطرابات في سلوكاتهم النفسية ويزداد قلقهم، ويظهر عليهم العجز عن القيام بأي شيء لتحسين احوالهم. ويصاب الطفل بالخوف والرعب النفسي متأثرا بالقلق المرضي حتى أنه يخاف أن يستضيف صديقا له الى منزله حتى لا يرى المشاكل والشجار الموجود داخل بيتهم، وبالتالي ينطوي على نفسه ويبتعد عن الآخرين ويشعر بالحزن السودوي وبالعار الذي ينعكس سلبا على الصحة النفسية والعقلية للطفل، مما يؤدي إلى خسران ثقته بنفسه وبالآخرين والى إضعاف معناوياته.
وقد يفشل في دراسته وفي كل علاقاته المستقبلية وقد يدخل إلى عالم العدوانية لأنه عاشها في البيت، يعتقد من خلال التصور الذهني الدائم لذلك الشجار والعنف ويريد أن يجسده في الشارع وفي المجتمع الذي يعيش فيه وهو قد يدخل إلى عالم الأجرام ويؤدي هذا الشجار الآباء أمام الأطفال إلى إضطراب عاطفي محملا بجملة من العقد النفسية، تصاحبهم طوال حياتهم حيث ما وجدوا، وتأثّر في علاقاتهم العاطفية خاصة في مرحلة المراهقة أو في مرحلة الزواج التي يهرب فيها إلي صناعة العنف بينه وبين زوجته والعكس ايضا لانه برمج بتلك الصراعات مع والديه برمجة نفسية وعقلية سلبية.
وتنعكس علي حالته الاجتماعية أو العملية كانعكاس لمشاهد الشجار المتكرّر بين الوالدين التي ولدت لديه مشاعر السلبية، وحتما تؤدّي إلى الشعور بانعدام الأمن في نفوسهم والخوف المستقبلي ومشاكل نفسية اجتماعية أخرى مثل القلق والاكتئاب، ومن البديهي أن يتعلم الأطفال تلك السلوكات السلبية من والديهم لرؤيتهم يتشاجرون باستمرار، يتعلّموا ذلك ويمارسونه مع الآخرين في حياتهم، ويجد هؤلاء الأطفال أنفسهم في المستقبل يتلذذون العدوانية ويمتازون بعلاقات فاشلة لا تدوم، وغالباً ما ينتهي زواجهم بالطلاق أو قد يتجنّب بعضهم حتى اقامة أي نوع من أنواع العلاقات خوفاً من التعرض للعنف والعدوانية.
البروفيسور أحمد قوراية خبير في الصحة النفسية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا