إدانة واسعة لسخافة طابو.. هل أصبحت الجنائز بلا حرمة وساحة لتصفية الحسابات؟ 

0
672

 

هل صار انتهاك حرمات المقابر والجنائز أمر مباح؟ هذا ما أصبح يقوم به بعض من يسمون بنفسهم “سياسيين” و”ديموقراطيين” بل “قادة الوعي” في الجزائر، عندما يحضرون جنازة شخصية معروفة، فلماذا تنتهك حرمة الجنازة وحرمت الميت والمقبرة من قبل شخص يفترض أنه “سياسي” يحمل في قاموسه الدعوة إلى الديمقراطية والحوار والحريات واحترام الرأي الآخر؟.

ما أحدثه كريم طابو، اليوم في جنازة “شيخ القانونيين والمحامين” الأستاذ علي يحي عبد النور، من فوضى بمقبرة عندما أقدم على طرد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بوزيد لزهاري، يدعو إلى التساؤل، لأنّ التصرف المشين المرتكب داخل مقبرة لم يقم به شخص بسيط، بل قام به رجل سياسي يعدّ خريج مدرسة الراحل حسين آيت أحمد الزعيم التاريخي لحزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس).

كان تصرف طابو وهذا ليس تهجما على شخصه، ولكن تحليلا لسلوكه الذي ينافي تقاليد وحرمات الجنائز والمقابر، كان على طابو اختيار مكان آخر للحديث مع بوزيد لزهاري وتصفية حسابات بينهما، دون أن يستغل حضروه في جنازة رجل يشهد له الجميع بالتواضع ومصاحبة الجميع من كل الأطياف والتيارات.

بتصرف هذا، لم يراع طابو حرمة الجنازة أولا، ولم يراع حرمة الميت وهو شيخ القانونيين في الجزائر علي يحي عبد النور، كما لم يراع القيم والمبادئ الذي ناضل من أجلها الراحل ويناضل من أجلها طابو نفسه.

فطابو المعارض يعارض الإقصاء ويطبقه، يدعو إلى الحوار ويقوم بعكس ذلك، يدعو إلى الديمقراطية والحرية ويخالف ذلك.

ما أحدثه طابو اليوم في جنازة المرحوم علي يحي عبد النور، حدث قبل بضعة أشهر مع رئيس حزب “جيل جديد” جيلالي سفيان، عندما تعرض للطرد خلال جنازة المجاهد الراحل لخضر بورقعة، من قبل عدد من المحتجين المعارضين لمواقفه السياسية.

بمثل هذه التصرفات يتساءل البعض هل لم يعد لمراسم الجنازة وأمواتنا في بلادنا حرمة؟ لما أصبحت هكذا مناسبات أليمة فرصة للبعض لتصفية الحسابات والظهور بمظهر البطل؟ لما يدّعي البعض الديمقراطية ولا يطبقها بداية من نفسه؟ لما يدعو إلى الحوار وتصرفاته ولغته وخطابه بعيد عن الهدوء والرزانة والنقاش الذي يحترم الرأي والرأي الأخر؟ وهل تحولت المقابر ساحة لإطلاق الشتائم وتبادل التهم والتهجم على الآخرين؟.. أسئلة كثيرة حول أحداث مؤسفة نتمنى أن لا تتكرر فلكل مقام مقال.

على خلفية قضية طابو وجنازة علي عبد النور، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا، بتعليقات منتقدة تصرفه وسلوكه.

عن شطحة طابو السخيفة، كتب مدير جريدة “الحوار” محمد يعقوبي: “طابو يؤكد مرّة أخرى أنّه التلميذ غير النجيب للدا الحسين ومدرسة الأفافاس”.

وعلق أخر: “تتوالى سقطات طابو في الشعبوية، تصرفاته خلال جنازة المناضل يحي عبد النور عيب وعار”.

 

حسام الدين وائل

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا