هي مسيرة قد تكون اختصارا لبلد يحلم بأن يكون جديدا في صورته، في السياسة والأخبار، في التربية والاجتماع، وفي كل شيء يرتبط به، أو يسعى الوصول إليه.
الجزائر بلغت مرحلة تحتاج فيها وضع نقاط على الحروف في مستويات كثيرة، من السياسة إلى التربية، ومن الفلاحة إلى الصناعة، ومن التكوين المهني إلى التخطيط للمستقبل، وهذا ما نلمسه في هذه المرحلة.
في هذه الظروف المشجعة لبروز صور عاكسة لإرادات التغيير، في زمن الرقمنة، نطلق الجريدة الإلكترونية “أخبار الجزائر الجديدة”، الباحث عن الجزائر التي لم تأخذ حقها من التنمية، عن الجزائر الراغبة في تقديم أبنائها نحو آفاق مستقبلية لا يتحكم فيها الريع، عن جزائر تحب العلم وتكرم العلماء وتحتفي بالمثقفين والكتاب، عن جزائر تبحث في وجوه جامعييها وباحثيها عن علي كنز، محفوظ بوسبسي، عن مولود قاسم، عن أبو القاسم سعد الله، وغيرهم حتى لا تتكرر المأساة، وتضيع البوصلة وتتناسل المشاكل والآفات الاجتماعية، ويحصل التضعضع الكبير في مفاصل ودواليب الحكم والتسيير.
عندما إغتال العدميون جيلالي اليابس، الأستاذ والدكتور ومكون أجيال، ووزير التعليم العالي الأسبق في تسعينيات من القرن الماضي، بكى الناس الرجل الطيب، وبكى مثقفون وباحثون بدموع أمة ما ضاع، وقيل آنذاك إن الجزائر بحاجة إلى خمسين سنة لتعويض ذلك الوزير الذي رفض الخروج من بيته في الحي الشعبي، بالقبة بالعاصمة، وسكن فيلا في نادي الصنوبر الشهير.
من نفذوا إغتيال رجل العلم هذا، عكس من إستهدفوه، لم يفهموا ولن يفهموا ما معنى أن تقتُل عقلا، يرى ما لا يراه الدهماء، الذين كوّنوا في ذلك العقد، الذي سُمي تجاوزا “العشرية السوداء”، غيتوهات وبيوتا قصديرية وما شابها من أماكن “البؤس الاجتماعي”، الذي كبُر على حين غفلة، عندما كانت السياسة مفتونة بالتخطيط لبرامج الندرة، ونسيت أهم شيء في هذه المعادلة، وهو جزائري وجد نفسه على هامش حياة، بين مدينة لا هي صناعية، ولا هي منتجة لما تأكل وتلبس، وبين ريف أنتج “حضر و-ريفيون”، (من يجدون صعوبة في الاندماج، بكل ما تعني هذه الكلمة) مثلما وصفهم الراحل مصطفى الأشرف في أبحاثه.
الأربعون سنة الماضية من الحكم كانت كافية، في غياب برامج تنمية مدروسة بعناية من يريد الخروج من دائرة التخلف، لتكريس مظاهر تخلف، وفضاءات لا ترقى شكلا ومحتوى، إلى المواطنة، فظهرت مناطق الظل، التي يقصدها خطاب الرئيس وكل كلمة قالها في هذا الاتجاه، وهو خطاب لا يعني فئة قليلة، بل فئة واسعة، خلفتها سياسات سابقة لم تنجح في تحويل “إنشغالات المواطنين” إلى أولوية، مثلما هو حاصل اليوم، ونحن نتوقى إلى مستقبل أفضل، هذه هي “الجزائر الجديدة” التي نأملها.
ولهذا تطل عليكم “أخبار الجزائر الجديدة ” في حلة جديدة تيمننا بالسنة الجديدة ويناير الخصيب، مولود إعلامي يضع أولى خطواته على شرفات الوطن المخضب بدماء الشهداء والشرفاء منذ المقاومة إلى التحرير وصولا إلى التصدي ومحاربة الظلامية والإرهاب، والفساد ومظاهر التسيب.
بخطوات ثابتة وعزيمة فولاذية يحرص فريقنا الإعلامي أن تكون المهنية والاحترافية نصب عينيه، بحثا عن المعلومة وتقديس الخبر.
التحرير