كشف مصدر مطلع عن تفاصيل العقد الذي يربط المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش بالاتحاد الجزائري لكرة القدم، بعد الجدل الذي أثير مؤخرًا بشأن راتبه، وامتيازاته، والأهداف التي تم تحديدها في الاتفاق بين الطرفين.
ويقود بيتكوفيتش، البالغ من العمر 62 عامًا، المنتخب الجزائري منذ مارس 2024، خلفًا لجمال بلماضي، وقد نجح في تحقيق هدفين رئيسيين تمثلا في ضمان التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 وكأس العالم 2026، ليقود “محاربي الصحراء” إلى المونديال بعد غياب دام 12 عامًا.
وخاض المدرب السويسري 18 مباراة مع “الخضر”، فاز في 13 منها، وتعادل في ثلاث، وخسر مرتين فقط أمام غينيا والسويد، بينما سجل الهجوم 46 هدفًا واستقبل الدفاع 18 هدفًا، وهي حصيلة إيجابية من حيث النتائج، لكنها لم تُجنب بيتكوفيتش الانتقادات بشأن الأداء العام وخياراته الفنية.
المصدر ذاته أوضح أن راتب مدرب لاتسيو السابق يبلغ 130 ألف يورو شهريًا، دون أي تعويضات إضافية أو مصاريف يومية خلال المعسكرات والمباريات، مشيرًا إلى أنه حصل على مكافأة قدرها 500 ألف يورو بعد تأهل الجزائر رسميًا إلى كأس العالم، وهي مكافأة متفق عليها مسبقًا منذ توقيع العقد.
وأشار المصدر إلى أن هذا المبلغ يظل منطقيًا بالنظر إلى المكافآت المالية الكبيرة التي سيمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم للمنتخب الجزائري نظير التأهل إلى المونديال، والتي تُقدّر بنحو 10.5 ملايين دولار، مما يجعل مكافأة بيتكوفيتش تمثل نسبة صغيرة من العائد الإجمالي.
وأضاف أن العقد وُضع على أساس “تجاري ومرحلي”، حيث يغطي في مرحلته الأولى الفترة من مارس 2024 إلى 31 ديسمبر 2025، قبل أن يُجدد تلقائيًا إلى غاية 31 أوت 2026 دون أي زيادة في الراتب أو المكافآت، بعد تحقيق هدف التأهل إلى كأس العالم.
ويتضمن العقد بنودًا واضحة تسمح للاتحاد الجزائري بفسخه تلقائيًا دون أي تعويضات، في حال فشل المنتخب في التأهل إلى الدور الثاني من كأس أمم أفريقيا 2025 المقررة في المغرب. أما في حال التتويج باللقب، فسيحصل بيتكوفيتش على مكافأة إضافية قدرها 200 ألف يورو.
كما أشار المصدر إلى أن العقد يمنح الاتحاد الجزائري حرية الإبقاء على بيتكوفيتش أو تغييره قبل المونديال، ما يتيح مرونة كبيرة في إدارة الملف الفني. واعتُبر هذا التعاقد من أكثر العقود توازنًا مقارنة بالسنوات الماضية، إذ يتيح للاتحاد إنهاء الارتباط دون خسائر مالية، خلافًا لما حدث مع مدربين سابقين مثل لوكاس ألكاراز، رابح ماجر، وجمال بلماضي.
وبذلك، يبدو أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم وضع أسسًا جديدة في التعاقدات مع مدربيه، قائمة على الوضوح والمردودية، بعيدًا عن العقود طويلة الأمد والمكلفة التي أثارت جدلاً في السابق.





