غادرت الجزائر بلا أب.. نجم “الخضر” يروي كواليس طفولته القاسية

0
108

فتح الدولي الجزائري سعيد بن رحمة قلبه في حديث مؤثر، كاشفًا عن تفاصيل صادمة من طفولته الصعبة، ومعاناته في بدايات الهجرة إلى فرنسا رفقة والدته وإخوته، دون والده، في ظل ظروف اجتماعية قاسية خلفت آثارًا عميقة على مسيرته وحياته.

وقال لاعب نادي نيوم السعودي حاليًا، في تصريح صادق ومليء بالعاطفة: “لديّ ست شقيقات وشقيق واحد.. غادرنا الجزائر من دون والدي وبإمكانات محدودة جدًا. كنت أتعرض للسخرية لأنني لم أكن أتقن اللغة الفرنسية. والدتي هي من فعلت كل شيء من أجلي. لو تمكنت من تجاوز كل هذه الصعوبات، فذلك بفضلها فقط”.

ولد بن رحمة في عين تموشنت وانتقل صغيرًا إلى فرنسا بحثًا عن مستقبل أفضل. لكنه واجه تحديات قاسية في بيئة جديدة لم ترحمه، حيث تعرض للتنمر بسبب صعوبة التواصل باللغة الفرنسية، الأمر الذي اختبر قوته النفسية في سن مبكرة. وفي خضم هذه المعاناة، كانت والدته، كما وصفها، “السند الأول والأخير”، إذ تولّت تربية الأسرة وتوفير الأمان والدعم العاطفي في ظل غياب الأب.

اليوم، بعد بلوغه عامه التاسع والعشرين، ومروره بمحطات بارزة في إنجلترا مع برينتفورد ووست هام، يواصل بن رحمة مشواره الاحترافي في السعودية ضمن مشروع طموح مع نادي نيوم، ورغم بعده عن أوروبا، فإنه ما يزال أحد ركائز المنتخب الجزائري، يرتدي القميص الوطني بشغف ويؤدي دوره القيادي بكل التزام.

قصة سعيد بن رحمة تتجاوز حدود كرة القدم. هي شهادة حيّة على أن النجاح لا يأتي بلا ثمن، وأن خلف كل نجم قصة كفاح لا تُروى غالبًا في عناوين الأخبار. كلمات بن رحمة كانت بمثابة تحية مؤثرة لوالدته ولجميع الأمهات اللائي يقفن صامدات في وجه الحياة، وللأبناء الذين عانوا في طفولتهم لكنهم لم يتوقفوا عن الحلم.

نجم “الخضر” لم يتحدث فقط عن معاناته، بل قدّم درسًا ملهمًا في الصبر والتفاني، يلامس قلوب كل الجزائريين والمهاجرين ممن شقوا طريقهم نحو النجاح رغم كل العراقيل.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا