في لحظة صادمة، ودّعت الأسرة الطبية ببالغ الحزن والأسى الطبيب الجراح بخوش كمال، ابن مدينة أولاد دراج، إثر وعكة صحية مفاجئة تعرض لها داخل غرفة العمليات بمستشفى سيدي عيسى، أثناء تأدية واجبه النبيل في إنقاذ حياة مريض.
الراحل كان يُعرف بين زملائه ومرضاه بتفانيه اللامحدود، وأخلاقه الرفيعة، وتعامله الإنساني الذي تجاوز حدود المهنة إلى حدود الرسالة. لم يكن مجرد طبيب، بل كان يدًا حانية وصوتًا مطمئنًا، وحضورًا يُشعر كل من حوله بالأمان.
أصدقاؤه وزملاؤه عبّروا عن صدمتهم العميقة، مؤكدين أن رحيله المفاجئ “ترك فراغًا لا يُملأ”، وأنه “كان رمزًا في العطاء والإخلاص والإنسانية”. أما المرضى الذين عرفوه، فبكوا “الطبيب الإنسان”، الذي لم يكن يترك المستشفى حتى يطمئن على كل من تحت رعايته.
وبرحيله، يخسر قطاع الصحة أحد أنبل رجالاته، وتفقد سيدي عيسى طبيبًا أفنى عمره في خدمة الناس، حتى كانت نهايته في المكان الذي أحبّه، وبين الجدران التي شهدت مئات اللحظات التي كان فيها سببًا في إنقاذ الأرواح.