ألقى السيد بوطبيق، باسم رئيس المجلس الشعبي الوطني، كلمة خلال الجلسة المخصصة لتدخلات ضيوف الشرف، عبّر فيها عن مواقف الجزائر الثابتة تجاه قضايا المناخ والعدالة الدولية، في إطار روح التضامن والتعاون بين بلدان الجنوب.
استهل كلمته بالتأكيد على الروابط التاريخية والنضالية العميقة التي تجمع الجزائر بشعوب أمريكا اللاتينية والكاريبي، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات تستند إلى قيم التحرر والسيادة ورفض جميع أشكال الهيمنة.
وجدد ممثل المجلس الشعبي الوطني التزام الجزائر الراسخ بمبادئ السيادة الوطنية، والعدالة الاجتماعية، وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وهي ثوابت تشكّل محور السياسة الخارجية الجزائرية.
وفي سياق متصل، تناول السيد بوطبيق قضية التغير المناخي، مؤكدًا أنها أولوية وطنية ودولية بالنسبة للجزائر، مستعرضًا في هذا السياق الجهود المبذولة بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لا سيما من خلال المخطط الوطني للمناخ، ومبادرة السد الأخضر، وإنشاء شبكة البرلمانيين المعنيين بالمناخ.
كما شدّد على ضرورة تحقيق العدالة المناخية، ومعاملة منصفة للقارة الإفريقية التي تتحمل أقل نسبة من المسؤولية عن التلوث، لكنها تدفع الثمن الأكبر من آثاره وتداعياته.
وحذّر في ذات السياق من محاولات توظيف مفهوم “الانتقال الطاقوي” كذريعة لفرض أشكال جديدة من الاستعمار أو حرمان الدول من حقها المشروع في استغلال ثرواتها الطبيعية.
ودعا إلى احترام سيادة الدول في تسيير مواردها، ورفض تسييس القضايا البيئية أو استخدامها كأداة ضغط ضد الدول النامية.
ولم يغفل السيد بوطبيق الإشارة إلى أن الحروب والصراعات، مثل ما يحدث في غزة، لا تدمر الأرواح فحسب، بل تدمّر أيضًا البيئة وتعيق جهود التنمية المستدامة.
وفي ختام كلمته، عبّر عن فخر المجلس الشعبي الوطني، وكذا الاتحاد البرلماني العربي، بأن يكونا من الأعضاء المؤسسين لتحالف البرلمانيين من أجل المناخ والعدالة البيئية، مشددًا على أن هذه المبادرة تمثل خطوة ملموسة لتعزيز التعاون جنوب–جنوب ومواجهة التحديات البيئية بشكل مشترك وعادل.