المخزن حامي “أخطبوط” الفساد الذي ينخر جميع القطاعات

0
252

تتصاعد التحذيرات في المغرب من خطر الفساد، خاصة مع الحماية التي أصبح يوفرها المخزن للمفسدين في العلن، ما جعل هذه الآفة تزحف على كل القطاعات وتنخر مفاصل الدولة بأكملها، حسب ما أكده حقوقيون.

وفي مقال له تحت عنوان “في مغرب العجائب : صوت العدالة يختنق سرا”، أشار أستاذ تسوية النزاعات الدولية وعضو لجنة خبراء الأمم المتحدة سابقا، المغربي محمد الشرقاوي، إلى أنه “في كل مرة تنكشف مفارقات جديدة تؤكد أن الفساد في المغرب أخطبوط بنيوي متماسك بين روح الغنيمة وشبكة المتواطئين وتجاهل المسؤولين”.

وأكد الخبير المغربي أنه في الدول الغربية، “يحظى الذي يبلغ عن الفساد بحماية السلطة لكن في مغرب العجائب، غالبا ما يجد الناهي عن منكر الفساد نظرات التشكيك واللامبالاة من حوله، وأحيانا الملاحقة القضائية والزج به في السجون”.

الشرقاوي في حديثه عن فضائح الفساد المتتالية، بالمتاجرة بالشهادات الجامعية في جامعة أغادير، وهذا في وقت تقاوم الحكومة المخزنية فكرة التبليغ العام عن الفساد (…).

وهي الفضيحة التي وصفها القيادي في حزب العدالة والتنمية، محمد يتيم، ب”المدوية والخطيرة”، قائلا: “أن يصل الفساد ويخترق حصون الجامعة ويصبح الحصول على الشهادات الجامعية موضوع ابتزاز ورشوة ومحسوبية، فإن ذلك مؤشر لمنحدر خطير واستشراء متزايد لظاهرة الفساد”.

من جهتها، أكدت المدونة المغربية والمعتقلة السياسية السابقة، سعيدة العلمي، في مقال لها تحت عنوان: “قراءة في تشابك خيوط الفساد المؤسساتي بالمغرب”، أن من بين الملفات المحورية التي تطبع المشهد العام للبلاد، “فضيحة تورط أجهزة الدولة في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات و فضيحة بيع الشهادات الجامعية”.

وبخصوص المتاجرة في الشهادات الجامعية، أكدت أن الأمر “لم يكن يتم في السر بل في العلن، وسبق وأن تقدم أستاذ في نفس الجامعة بشكوى سنة 2018، “والعجيب أنه تمت متابعة الأستاذ المبلغ عن الفساد، بجنحة القذف والتشهير”.

وأبرزت في السياق أن “الدولة المخزنية هي من تشرف على هذا التسونامي الجارف من الفضائح المتتالية”، منبهة الى أنه “يوم تستشعر الدولة الخطر والتهديد الصريح، تضحي بجميع بيادقها وخدامها الأوفياء”، وأضافت بأن ما يتم الحديث عنه بخصوص محاربة الفساد، هو “تقديم بعض الشخصيات الكبيرة ككبش فداء إعلاميا”.

وهو ما ذهب إليه، الحقوقي المغربي محمد قنديل في مقال له تحت عنوان “مملكة في قبضة عصابة…”، والذي أكد فيه أن “المغرب لم يعد دولة بل وكر منظم تسيره شبكة مافيوية متمركزة في الأمن والمخابرات والقصر، تحكم شعبا بالحديد والسم وتصدر الموت في شكل حشيش نحو العالم”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا