بإعلان وزير الاتصال، الدكتور محمد مزيان، عن وجود أكثر من 9 آلاف صحفي عبر العالم يعملون على تشويه صورة الجزائر، يكون الوزير قد كشف عن صورة أخرى للمؤامرة التي تتعرض لها الجزائر على صعيد غير تقليدي، ويتعلق الأمر بحروب “الجيل الخامس”، والتي لا يعتمد فيها على العمل العسكري التقليدي بل مثل الهندسة الاجتماعية، التضليل والهجمات الإلكترونية، إلى جانب التقنيات المستجدة مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة تماماً.
وفي الوقت الذي كان الوزير مزيان يكشف ذلك الرقم المهول عن الصحفيين في العالم الذين صار عملهم الرئيسي التهجم ومحاولة التشويش على الجزائر، كانت جريدة يفترض أنها تنتمي للأمة العربية وتسمى نفسها “العرب اللندنية” تنشر مقالا لشخص يفترض أنه “كاتب” من المغرب، لكن الكاتب تجرد من أبسط قيم العمل الصحفي والتحليل السياسي وراح يسب ويشتم في الجزائر على خلفية الزيارة الناجحة التي أداها وزير الخارجية أحمد عطاف إلى سوريا ولقائه بالرئيس أحمد الشرع، والتي من خلالها عرضت الجزائر وهي عضو في مجلس الأمن، المساعدة والوقوف إلى جانب الدولة الشقيقة التي ترتب أوراقها بعد ما حصل فيها.
طبعا تلك الجريدة والكاتب فيها، لم يُشر إلى الغضب الشعبي المتنامي في المملكة جراء الفقر والتي تحولت إلى ثورة الجياع، هذا الكاتب لن يجرأ على تغطية الحراك الشعبي الذي وصل حتى لإدانة الملك شخصيا حيث هتف المغاربة في اليومين الأخيرين: “يا لي مصور في الدرهم الشعب راه عايش في الغم”.
“العرب اللندنية” والتي يصح فيها وصف “العبرية”، وأخواتها، لم تتحدث عن إبرام المغرب لصفقة ضخمة مع الكيان الصهيوني لاستيراد السلاح، يحدث هذا والأشقاء في غزة لا يزالون يحصون شهداء حرب الإبادة الذي تجاوز 48 ألف، والأشقاء في الضفة الغربية يُهَجرون من ديارهم من عدو يرفع “رايته” في مملكة التطبيع.
في الجارة الغربية، المئات من الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ومن يطلقون على أنفسهم زورًا “المؤثرين” يقبضون المال لهدف واحد هو التهجم على الجزائر ومحاولة تشويهها، الأمر لم يتوقف عند الجارة الغربية، ففي فرنسا أين يستقوي اليمين المتطرف، أخذ على عاتقه تجنيد جيش جرار من “المتكلمين” في البلاتوهات شغلهم الشاغل الجزائر، مؤسسة إعلامية فرنسية تُوصف بالكبيرة والعريقة، هي إذاعة ” مونتي كارلو” لم تجد ما يشفي حقدها إتجاه الجزائر، سوى الاستعانة بقلم مأجور وظفته كمراسل لها من سوريا ليطلق سيلا من الأكاذيب، هذه المؤسسة لم تتحرى الحقيقة، ولم تتحرى عن مراسلها الذي كان مجرد متحدث في الموزع الهاتفي لأحد شبكات الهاتف السورية، وكان مساندا للنظام السابق في سوريا، وبعد سقوطه، ولأنه مجرد مرتزق فقد سخَّر نفسه خادما للحكام الجدد هنالك، وهنا حق علينا السؤال عن التزامن بين ما نشرته “العرب اللندنية” و”مونتي كارلو” الفرنسية.
في فرنسا لا يوجد اليمين المتطرف فقط، بل تنظيمات إرهابية منها “الماك” و”رشاد” اللتين فتحتا منابر في عدد من الوسائل الإعلامية وفي أجندتها أمر واحد. “تشويه صورة الجزائر”.
الحملة الخسيسة ضد الجزائر، تتواجد في محيطنا العربي، فكم من مأجور عِوض أن يتحرى ويتحدث الحقيقة فقد باع نفسه من أجل دولارات ووقوده في هذه الحملة الجزائر.