التعاون الاقتصادي، البرلماني وقضايا إقليمية ودولية محور مباحثات جزائرية - كورية

بوغالي : رفع التعاون الثنائي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية

0
126
تباحث رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد إبراهيم بوغالي، اليوم الأربعاء 24 أكتوبر 2024، بمقر الجمعية الوطنية الكورية مع نظيره الكوري رئيس الجمعية السيد “وون سيك هو”.
وخلال المحادثات، التي حضرها عن الجانب الجزائري وفد برلماني يمثل كل المجموعات البرلمانية، استعرض الجانبان التعاون الثنائي إلى جانب جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
في مستهل المحادثات، أكد الطرفان الإطار العام الذي يكرس العلاقات الثنائية في ظل الصداقة والثقة المتبادلة منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 34 والمتوجة بإمضاء الطرفين على بيان الشراكة الاستراتيجية في 2006، والذي يعد الأول من نوعه مع بلد أفريقي، إلى جانب عديد الاتفاقيات التي تغطي مجالات متنوعة من التعاون ، والزيارات المتبادلة على أعلى مستوى ومن كلا الجانبين .
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، وبعد أن سجل رئيس الجمعية الوطنية الكورية الدور الذي لعبته الشركات الكورية في البنية الهيكلية والتحتية، وكذا الوكالة الدولية الكورية للتعاون في تنمية الاستثمار والتجارة بالجزائر لاسيما من خلال تسهيل التعاون بين الشركات الجزائرية الكورية ودعم الانتاج المحلي وولوج الشركات الكورية إلى الجزائر، اعتبر أن قانون الاستثمار والجهد الذي يبذله الرئيس عبد المجيد تبون في تنمية البلاد ساهمت في جذب المؤسسات الكورية.
 في هذا السياق، أكد السيد “وون سيك هو” أن حلحلة الصعوبات التي عرفتها المؤسسات الكورية من قبل، حفز شركات أخرى على الاستثمار في الجزائر التي تعد بوابة إفريقيا، وثمن، بالمناسبة، الحضور الجزائري الرفيع وإسهامها الفاعل في قمة “كوريا –إفريقيا” التي من شأنها تعزيز التعاون خاصة وأن الجزائر تعتبر البلد الوحيد في إفريقيا الذي تجمعه شراكة استراتيجية مع كوريا.
من جانبه، أشاد السيد بوغالي بالمجهودات المبذولة من قبل البلدين لتفعيل مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري وتشجيع المسعى الكوري لتقوية التعاون في مجال التكنولوجيا الحديثة وتواجد أكبر المجمعات العالمية الكورية بالجزائر، وذكر بأن التعاون لا يمكن أن يقتصر على المجال التجاري، بل ينبغي أن يرقى إلى الاستثمار المنتج بملازمة نقل الخبرة والتجربة وتكوين اليد العاملة الجزائرية في المجالات التي أثبتت فيها كوريا براعتها مثل صناعة السفن والسيارات والهواتف النقالة والكومبيوتر والأجهزة الالكترونية المنزلية وتكنولوجيا الإعلام والاتصال .
وتابع السيد بوغالي موضحا بأن قانون الاستثمار الجديد مبني على أمان تشريعي مستقر لا يقل عن 10 سنوات وهو ما سمح، كما أكد، بازدهار العديد من الاستثمارات الخلاقة للثروة، وأفاد بأن العدد الكبير من المشاريع المحلية والأجنبية المسجلة لدى الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار موزعة ما بين استثمار مباشر وغير مباشر إلى جانب ارتفاع عدد المؤسسات الناشئة إلى ما يزيد عن 7200 مؤسسة ناشئة، وآلاف مناصب الشغل المحققة.
و أبرز السيد بوغالي إرادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في بناء اقتصاد حقيقي ومتنوع يرتكز على المعرفة ورفع الصادرات خارج المحروقات وتقليص فاتورة الاستيراد ومساهمة بقية القطاعات في الناتج المحلي والتنمية الاقتصادية وفق مقاربة تنموية اقتصادية متوازنة ومستدامة.
ونوه السيد بوغالي بالدور الذي تلعبه الوكالة الدولية الكورية للتعاون في الجزائر، مذكرا بأهم المشاريع في ميادين الاتصال والتكنولوجيا وتربية الأسماك والطب الشرعي والتكوين.
ركز الطرفان على تعزيز التعاون بين البلدين والارتقاء به إلى المستوى المطلوب وفق مبدأ “رابح – رابح”، وتطرقا إلى الاجتماع المرتقب للجنة الوزارية المشتركة بين البلدين الذي من شأنه دعم وضبط آليات مسار التعاون في شتى المجالات.
وعلى صعيد آخر، نوه الطرفان بدور الدبلوماسية البرلمانية ولجان الصداقة في الدفع بالتعاون الثنائي وترقيته وتعزيز التواصل والعمل المشترك بين البلدين لاسيما وأنه من المرتقب أن يتم الإعلان قريبا عن تنصيب مجموعة للصداقة الكورية الجزائرية بالجمعية الوطنية الكورية ، إسوة بتلك المنصبة بالجزائر .
وخلال المحادثات، جدد الطرفان التزام المؤسستين التشريعيتين ببناء شراكة وتعاون قويين، تلعب فيها الدبلوماسية البرلمانية دورها المنوط بها بصفتها أداة مكملة في أي تعاون ثنائي أومتعدد الأطراف.
وجدد السيد بوغالي في ذات المحور التطلع لإقامة إطار شراكة بين مركز البحوث البرلمانية للجمعية الكورية ومعهد البحوث التشريعية للمجلس الشعبي لاكتساب وتبادل الخبرات والتمكين في المجال التشريعي.
وعلى صعيد العلاقات الدولية، تناولت المحادثات ما أملته الظروف الخاصة والاستثنائية الراهنة لاسيما على المستويين الاقليمي والدولي، حيث تم التطرق إلى ملف الشرق الأوسط بكل أبعاده وتداعياته في قطاع غزة ولبنان وما انجر عن ذلك من تبعات انسانية وانعكاسات على الأمن والسلم في المنطقة .
وفي هذا الإطار، عبر السيد “وون سيك هو” عن الانشغال بما يحصل في المنطقة، مذكرا، في هذا الخصوص، بالمساعدات المقدمة من حكومة كوريا للمتضررين المدنيين في غزة ولبنان، مؤكدا ضرورة التشاور والتعاون من أجل الوصول إلى حلول عادلة في إطار الأمم المتحدة.
من جهته، أوضح السيد بوغالي بأن الجزائر تواصل جهودها المكثفة لدعم ونصرة قضايا التحرر وتحقيق السلم والأمن الدوليين، متناولا القضية الفلسطينية وحل الدولتين، واصفا ما يرتكب في حق الفلسطينيين جرائم ضد الانسانية، وأن التوسع العدوان الص/هيوني إلى لبنان يشكل خطرا على السلام العالمي، كما تطرق إلى ضرورة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية عبر ضمان الحق في تقرير المصير ضمن إطار لوائح وقرارات الأمم المتحدة.
سمح اللقاء بالتطرق إلى الوضع في شبه الجزيرة الكورية والوسائل العملية للتوصل إلى حلول سلمية بالمنطقة.
وتم التأكيد على التعاون الثنائي في مختلف المحافل ومن خلال مجلس الأمن بالأمم المتحدة باعتبار البلدين عضوين غير دائمين فيه، مع الإشارة إلى أن البلدين يعملان على دعم بعضهما على مستوى المحافل الدولية لاكتساب مقاعد في المنظمات الدولية والإقليمية.
وفي هذا الإطار، أكد السيد بوغالي أهمية إعادة تفعيل منظومة الأمم المتحدة وتوظيف قمة المستقبل وجعلها فرصة متجددة لاستدراك ما فات وبلورة حلول سلمية للأزمات والصراعات التي تثقل كاهل المجموعة الدولية واستشراف مستقبل أفضل في ظل منظومة دولية متوازنة وعادلة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا