حل الدكتور فاتح بوطبيق، رئيس حزب جبهة المستقبل، اليوم الاثنين، ضيفا على جريدة المجاهد، لادارة ندوة إعلامية ما يعرف بإسم “فوروم المجاهد”.

وفي كلمة افتتاحية للدكتور بوطبيق، أعرب عن شكره للطاقم المسير لجريدة المجاهد لاتاحة فرصة تبادل الأفكار، مشيدا بدور حزبه في عملية البناء الوطني لاسيما من خلال رؤيته للسياسة الوطنية، ومسايرة البرنامج الرئاسي في بعديه الوطني والدولي.

كما أكد بوطبيق أيضا عن عزم حزب جبهة المستقبل من خلال الجهود الكبيرة المبذولة من طرف أعضاء الحزب بعد المؤتمر الأخير برؤية جديدة ومخرجات بناءة من خلال أكاديمية التكوين السياسي وتفعيل المهارات داخل الحزب من أجل تطوير الأداء الحزبي للاطارات الحزبية وكذلك من أجل أخلقة الحياة السياسية داخل الحزب، وهذا ما نتقاسمه كذلك مع السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

أما فيما يخص الأكاديمية، فانها ستنطلق يوم 16 أفريل 2024، وهذا اليوم هو في أدبيات الوطنية باعتباره يوما وطنيا عظيما وحدث سنوي تمجيدا لعلماء الجزائر، وإن كان هذا اليوم المصادف لوفاة العلامة عبد الحميد بن باديس.

كما أكد بوطبيق، أن هذه الأكاديمية سيكون لها شأن عظيم في بناء القيادة الوطنية الملتزمة في حزب جبهة المستقبل، وكذلك من أجل البحث في الاعلام والاتصال الرقمي الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من الحريات العامة، وأن الحزب يعمل ليكون في المحطات القادمة في مستوى الحضور السياسي من خلال رؤيتنا المستقبلية لادارة هذا الحزب خصوصا في هذه الفترة، كما أنه ضمن أدبيات الحزب بعد المؤتمر الأخير والذي أفرز قيادة وطنية تتكون من 25 عضو مكتب وطني والتي تمت تزكيتها من قبل المجلس الوطني، فهي تسعى من أجل اعطاء نظرة جديدة للنظام الحزبي ووضع منظومة رقابية داخل الحزب، وأخلقة الحياة العامة من خلال رؤيتنا السياسية.

وفي ذات السياق، أبدى الدكتور فاتح بوطبيق مرافقته لمنتخبي الحزب طيلة عهدتهم الانتخابية، مؤكدا أيضا أن حزب جبهة المستقبل وتكريسا لمبدأ تداول السلطة، فقد تم تحديد عهدة واحدة لرئيس الحزب قابلة للتجديد إيمانا منا لقواعد اللعبة الديمقراطية وتكريسا للديمقراطية التشاركية، لأنه وفي حد قوله فإن المسؤول عندما تمر عليه مدة زمنية معينة على رأس المنصب، يصبح غير منتجا، وهو ما يستوجب التجديد.

كما أوضح الدكتور فاتح بوطبيق، أن حزب جبهة المستقبل هو حزب فعال وقوي في الساحة الوطنية وليس حزب مناسبتي في نظر البعض، فإنه يرافق رئيس الجمهورية في جميع محطاته الاصلاحية سواء كانت في الجانب السياسي، الاجتماعي والاقتصادي، كوننا نتقاسم نفس الرؤية والهدف.

أما فيما يخص رؤية الحزب للمجتمع المدني ، أكد بوطبيق أنه عنصر من عناصر نظام ديمقراطي، فلا يمكن للديمقراطية أن تدوم إلا إذا دعمتها ثقافة مدنية قوية كالمشاركة والمساءلة والاصلاح السياسي الدائم، فإنه انطلاقا من هنا نلاحظ أننا في حزب جبهة المستقبل تجمعنا روابط وثيقة مع المجتمع المدني، إذ نتميز بالوضوح والشفافية، ونقول أننا نحن ولدنا من رحم المجتمع المدني، من خلال منظمات جماهيرية على غرار الكشافة الاسلامية والهلال الأحمر الجزائري والشبيبة الجزائرية وغيرها، لما لها من دور حاسم في الحياة المدنية في المجتمع الجزائري.

كما أكد بوطبيق أن حزب جبهة المستقبل يهدف الى التنمية السياسية من خلال الاتصال بقوى المجتمع المدني والتعامل معها في إطار قضايا ومشاريع ذات النفع العام، إذ ترافق كل القضايا السياسية الذي يؤدي كل منها في مصلحة الوطن، لذا نقول أن حزبنا يتعامل مع هذه المنظمات من منظور الديمقراطية التشاركية.

وبخصوص الاستحقاقات الرئاسية المقبلة، فاننا على عزم المشاركة في هذا المسار الانتخابي، وسوف تكون لنا مشاركة متميزة، وذلك من أجل تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز المؤسسات الدستورية للدولة، أما بخصوص طبيعة مشاركتنا في هذه الاستحقاقات إما أن نشارك بدعم مترشح أو الدخول بممثل للحزب، وهو ما سيقرره المجلس الوطني لجبهة المستقبل الذي سينعقد في الدورة غير العادية بعد استدعاء الهيئة الناخبة.

وفيما يخص علاقات الجزائر لا سيما في بعدها الدولي خصوصا النزاعات الراهنة على رأسها القضية الفلسطينية وكذا القضية الصحراوية، أوضح أن الجزائر وباعتبارها قوة اقليمية وقارية، التي تعمل جاهدة من أجل ايجاد حلول لمشكلات افريقيا، ونحن كافريقيين فاننا نؤكد أن مشاكل افريقيا لا تحل الا بأيادي إفريقية.

أما فيما يخص قضايا الساعة، فإننا نؤكد دعمنا التام والمطلق للقضيتين، باعتبارهم قضية وجود وانتماء، وكذا تصفية الاستعمار من الجانب الصحراوي.

وفي الختام دعا الدكتور فاتح بوطبيق، كافة النخب السياسية لرص الصفوف من أجل تقوية الجبهة الداخلية للبلاد والمضي نحو مستقبل أفضل الذي تنشده جبهة المستقبل خصوصا والشعب الجزائري عموما.