حققت القضية الصحراوية اختراقا كبيرا في تونس، بعدما كان حضورها “خافتا” لدهر من الزمن، لدرجة أن المخزن عمل على تشكيل لوبي من مثقفين وأكاديميين يدافعون عن طرحه وشرعنة احتلاله للأراضي الصحراوية.
وفي غضون أسبوع فقط، أعلنت تشكيلتين سياسيتين دعمها لحق الشعب الصحراوي في التحرر والانعتاق من الاستعمار المغربي، وأكد الأمين العام لحركة تونس إلى الأمام عبيد بريكي، دعم حزبه للشعب الصحراوي وقضيته العادلة، وحقه المشروع في الحرية وتقرير المصير، جاء ذلك خلال استقباله رفقة أعضاء من الأمانة العامة للحزب بمقر الحزب، للمستشارة بالرئاسة الصحراوية المكلفة بالوطن العربي النانة لبات الرشيد، حيث تمحور اللقاء حول موقف حركة تونس إلى الأمام الداعم للقضية الصحراوية ولحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وهو الحق القانوني الذي لا يسقط بالتقادم.
وفي السياق ذاته عبر عبيد تريكي عن متابعته لتطورات القضية الصحراوية في ظل تغييرات إقليمية ودولية بالغة الصعوبة، من جهتها، عبرت المسؤولة الصحراوية عن “عميق الامتنان للحركة لقاء موقفها المبدئي والمشرف من القضية الصحراوية، وكل القضايا العادلة في العالم”.
وقبل ذلك عبَر الأمين العام للحزب الوطني الاشتراكي التونسي محمد الكحلاوي عن دعم حزبه للشعب الصحراوي وقضيته العادلة وحقه في بناء دولته المستقلة، وأضاف خلال استقباله النانة لبات الرشيد، أن دعم حزبه للشعب الصحراوي يأتي تماشيا وثوابت الحزب في إسناد كلّ حركات التحرّر الوطني والعدالة الاجتماعية، مؤكدا بالمناسبة أن مناضلات ومناضلي الحزب لن يدّخروا أي جهد في مساندة الصحرّاويين حتى تحرير كامل أراضيهم.
وندد الكحلاوي بالهجمات العسكرية والرجعيّة للنظام المغربي المخزني المطبّع مع الكيان الصّهيوني والمحتلّ للأراضي الصحراوية.
وكان الاختراق الأكبر للقضية الصحراوية في تونس، تزامنا وقمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا” (تيكاد 8)، التي جرت قبل فترة في الجارة الشرقية، وحينها تم استقبال الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، بصفة رسمية من نظيره قيس سعيد، واتبع ذلك بلقاء مشترك بين القائدين تناول العلاقات الثنائية.
واغضب الاستقبال الرباط، التي دخلت في أزمة دبلوماسية مع تونس، حيث امتنعت عن المشاركة في القمة، ثم استدعت سفيرها، لترد تونس بسحب سفيرها في المملكة، وأبدت في بيان لخارجيتها انزعاجا من الخطاب الحاد الذي أصدرته الرباط وقالت إنه “لا وجود لأي تبرير منطقي للبيان المغربي”، مضيفة “أن تونس احترمت جميع الإجراءات الترتيبية المتعلقة باحتضان القمة وفقا للمرجعيات القانونية الإفريقية ذات الصلة بتنظيم القمم والمؤتمرات واجتماعات الشراكات”.
وفي غرب القارة، وسعت جبهة البوليساريو من حضورها في موريتانيا، حيث أجرى وفد رفيع المستوى من القيادة الصحراوية يتقدمهم وزير الداخلية، لقاءات مع مختلف تشكيلات الطيف السياسي هنالك.
وبعد اللقاء الرسمي الذي خص به الرئيس الموريتاني محمد الشيخ ولد الغزواني، تم استقبال الوفد الصحراوي في حزب الإصلاح، وكان الوفد الصحراوي قد أستقبل كذلك، من طرف النائب الأول لرئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” وكذلك من طرف رئيس حزب قوى التقدم الموريتاني الدكتور محمد ولد مولود.