أكدت مجلة الجيش “وجود مؤامرات ودسائس تستهدف إحباط المشروع الأصيل والطموح لدولتنا ومن ورائه وحدتنا الترابية والشعبية ومواقف بلادنا الثابتة والسيدة إزاء عديد القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما يفسر الحملات العدائية التي تتعرض لها”.
وقالت المجلة في افتتاحية شهر ماي الجاري، إن “بلادنا ستبقى مهابة الجانب عصية على الأعداء والخونة الذين يحاولون عبثا، كما في كل مرة، النيل منها عبر طرق ملتوية ومخططات دنيئة، بما فيها محاولة بث الفوضى وزرع الفتنة بين أوساط المجتمع فقد وصل الأمر بهؤلاء المتربصين ومرضى النفوس، حد الاستغلال الخبيث لمواقع وسائط التواصل الاجتماعي ومن خلالها الاستثمار في أحداث معزولة وتهويلها والاسترسال في نقاشات عقيمة والخوض في لغو عبثي، يراد به تأجيج النعرات بين أبناء الوطن الواحد، وفسح المجال لإثارة الرأي العام الوطني وتهييجه، عبر الترويج لأخبار كاذبة و مغرضة بين أبناء الشعب الواحد، من شأنها المساس بالأمن والنظام العموميين والمساس بسلامة ووحدة وطننا، وهو ما أكده الفريق، معتبرا ذلك “أمرا خطيرا يهدد السلم الاجتماعي والنظام العام، ويندرج دون أدنى شك في سياق المؤامرات التي تحاك ضد بلادنا، من أجل زرع بذور الفرقة وإدامة مسببات التخلف، وإشغال فئات المجتمع بعضها ببعض، وتفتيت مكوناته، بل وتفجيره من الداخل، ليسهل التغلغل فيه وتزداد قابليته للتهجين و الاحتواء”. والحال أن هذه المحاولات التي يتشدق منفذوها ظاهريا بحرية التعبير.
وأكدت المجلة أن المعركة الحقيقية التي يتعين على شبابنا الظفر بها اليوم هي أساسا معركة وعي – مثلما أكده الفريق السعيد شتفريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في أكثر من مناسبة تستعمل فيها أسلحة مستحدثة وغير تقليدية وتتخذ من الفضاء الافتراضي مسرحا لها، في محاولة للتلاعب بأفكار الشباب والزج بهم في أتون الفوضى والاضطرابات، في عمل مشين يغض الطرف ويخفي الايجابيات والانجازات المحققة بينما في المقابل يضخم النقائص ويهول في سرد الأنباء وعليه.
وأضافت المجلة أنه “حري بشبابنا ونحن نحتفي باليوم الوطني للذاكرة المصادف الثامن ماي من كل سنة والذي يخلد التضحيات الجسام لأسلافنا، أن يدركوا حجم التحديات التي ينبغي رفعها حفاظا على وديعة شهداء ثورة التحرير المظفرة وشهداء الواجب الوطني” عبر التسلح بالوعي الدائم والعلم النافع والعمل الخلص، وكذا من خلال العمل ليلا ونهارا على حشد كل الإمكانيات المتوفرة، ورص الصفوف”.
وقالت المجلة “إن تحديات الأمة الجزائرية تستدعي التحلي بروح الوحدة بين مختلف شرائح الشعب الجزائري والانسجام والتلاحم بين صفوفه، ووضع الثقة كاملة في مؤسسات الدولة. فالكل يدرك أن تاريخ بلادنا تخللته العديد من الأزمات والمحن ومر بفترات صعبة تعرض الشعب الجزائري عبرها لأبشع صور الإجرام المقترفة في حقه طيلة فترة الاحتلال الفرنسي وعانى بعد ذلك بجلد وصبر شديدين من ويلات الإرهاب الهمجي، وسجل الشعب الجزائري خلال هذه المحن اسمه في سجل التاريخ بفضل روح التضحية ونكران الذات التي يتحلى بها أفراده، واليوم أيضا ستنتصر الجزائر – كما عودتنا على كل الخونة والمتربصين سيبقى بلد الشهداء وفيا لمبادئه وعقيدته مهما دفع من غالي و نفیس يقف إلى جانب المضطهدين، يساند حركات التحرر، حريص على إرساء الأمن والسلام في المنطقة والعالم. لا يتدخل في شؤون الغير”.
وختمت المجلة “هذا هو قدر الجزائر وقضاؤها وهي راضية به طالما أنه ينبثق من تاريخ أمجادها وقناعة شعبها وتضحيات شهدائها وستتمكن بلادنا من اجتياز هذه المرحلة الحساسة ومواصلة مسيرة التطور وتجسيد تطلعات الشعب الجزائري في جزائره الجديدة، التي وضع لبناتها السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة”.