أيتها الزوجة لا تفشي أسرارك في السوشل ميديا

0
326
السوشل ميديا

للأسف الشديد أضحت صفحات عبر شبكة السوشل ميديا، ملاذا للكثير من النساء اللواتي تعرضن للقهر النفسي من الزوج أو الأخ أو الأب، أو على يد أي فرد من الأسرة، وفي ظل عدم إيجاد طرف يطمئن إليه ولا يجدن صدر رحبا يحتويهن، تجدهن هائمات في الفضاء الأزرق ويشقن طرقا عبرها، بحثا عن من يسمع أهاتهن بعيد عن حياض العائلة، ففي الزمن العتيد كانت المرأة تلجأ لجارتها أو صديقة لها وكثيرا ما كن يتعرضن للوشاية بأسرارهن، ولما استشعرت بأهمية تحمل عبء مشاكلها، ولا تريد خسارة زوجها مثلا فهي تقوم بعملية اشتراك في صفحات نسائية وتقوم بعرض مشاكلها بشكل يومي تحت اسم مستعار حتى لا ينتبه إليها وأحيانا تدخل باسمها وبصورتها أيضا وتعتبر المجتمع الافتراضي عالمها الخاص، وتطرح كل انشغالاتها وتطلب من مرت بتجربتها كيف تصرفت، كما تعتبر هذه المنصات الرقمية من الوسائل الدفاعية التي تستخدمها المرأة في وسط التواصل الاجتماعي وكآليات وحيل نفسية للهروب مما تعاني منه ومن مساوئ هذا الأسلوب أن هذه المرأة التي لجأت إلى هذا النوع من الحلول لمشاكلها لا تعلم أنه مهما تشابهت المشاكل فلن تعالج بنفس الطريقة التي عالجت بها من مرت مثل ما تعرضت إليه مثلا.
كما أن هناك مشاكل أخرى قد تنجر عن ذلك كأن تجد من هن من ذات العائلة على صفحة ذاتها وبطبيعة الحال ستكشفها وقد توشي بها لزوجها فيحدث ما لا يحمد عقباه، قد تستعرض أسرارها وهي لا تعلم بأن الصفحات تلك يتم إعادة نشرها وهكذا ينتشر السر كسرعة البرق ويصبح متداولا بين رواد وسائط التواصل الاجتماعي، وقد يخرج من تلك الصفحة ويتم دمجه في صفحة أخرى ومنه ربما حتى يصل إلى زوجها عبر أصدقائه ويفتضح أمرها، أو يصل إلى إلى زوجة أخ زوجها أو أخته أو والدته من خلال إعادة النشر.

ولأنه مهما كان، تظل أسرار الزوج حق على الزوجة في حفظها والافشاء عنها فعل مجرم شرعا، قس ذلك على بقية المشاكل التي تحدث بين أحضان العائلة التي يجب أن يتم حلها في مكان حدوثها.

من جهة أخرى، يجب أن يعلم الجميع أن المجتمع الافتراضي مثله مثل المجتمع المادي يتضمن من إساءة وضلالة ومن كذب ما تتقبله ذهنية المرء ولا تتحمله نفسية الفرد، وقد تعتبره المرأة او أي واحد منا بأنه المدينة الفاضلة، حاكمها عادل وسكانها من الملائكة وتسير بقوانين صارمة، والحكمة، إنما يجب أن نتأكد بأن نسبة الشر التي قد يضمرها لك الشخص الافتراضي يعادل مائة مرة من الصدمة التي نتلقاها في واقعنا المعاش، ما يجعل اخذ الحذر أمر واجب وأن لجوء المرأة إلى هذا العالم من أجل نشر سرها وهو شيء مقدس لها قد تجد من يضللها أو يستغلها ويوهمها بأن الحل لديه، ويقوم باستدراجها إليه من خلال كلمات معسلة وباطنها سم قاتل وهناك من وقعنا في رذيلة ومنهن من تركن بيوتهن تحت مسمى بديل الحياة التي يعشنها والكثيرات تطلقن من أزواجهن وأصبحن في بحر الضياع.

وكأخصائي في علم النفس الاجتماعي أدعو المرأة إلى ضرورة تقليص من التعامل مع هذه الآلية وأن تعود إلى رشدها وأن لا تفشي بسرها عبر فضاء يشاركها فيها الشرير والانتهازي والمتعطش للخطيئة، والمتربص بالمرأة والمستغل لظرفها والسعي من أجل استدراجها إلى اقتراف ذنب وشائبة.

البروفيسور أحمد قوراية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا