بعد تدمير منزل أسرتها .. الطفلة ميار جرادات: الهدم لن يهدمنا والاحتلال لن يهزمنا

1
242
ميار جرادات

لم تستعد الطفلة ميار، كباقي الطلبة، للتوجه لمقعدها الدراسي صبيحة يوم الأحد الماضي، تزامنًا مع قرار وزارة التربية والتعليم بالعودة للتعليم الوجاهي، فمنذ أيام لم يبقى لها غرفة أو منزل أو موطأ قدم في منزلها في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، والسبب كما تقول “أن الاحتلال الظالم، قرر هدم منزلنا، لعقابنا والانتقام منا ومن والدي المعزول في سجونه، والذي لم نتمكن من رؤيته وسماع صوته منذ اعتقاله قبل شهرين”. الطفلة التي لم تتجاوز سن العاشرة، تتمتع بروح التحدي والإرادة وتتحدث بقوة ومعنويات عالية، منذ اعتقال الاحتلال لوالدها الأسير محمود غالب جرادات، لكن تغيرت كل حياتها منذ رفضت محكمة الاحتلال العليا طلب الاستئناف الذي قدمه المحامي ضد قرار هدم المنزل، فاضطرت ووالدتها وكامل أسرتها لمغادرته والبحث عن مأوى جديد، وتقول “شعرت بحزن لكني كتمت حقيقة مشاعري وصممت على الصبر والتماسك .. ومهما كان وجعنا سأعود لمدرستي وحياتي قريبًا ولن أسمح لهم بتدميرها .. سأكون عند حسن ظن والدي الذي ضحى لنعيش وأطفال فلسطين بحرية وكرامة”.

عندما بدأ الاحتلال هجومه الواسع على مسقط رأس الأسرى المتهمين بعملية “حومش”، ومن وبينهم والد ميار، الذي قضى 8 سنوات في اعتقالات سابقة خلف القضبان، تنفيذًا لقرار محكمة الاحتلال بهدم المنزل، كانت ميار تستعيد ذكريات لحظات اعتقال والدها، ومحطات حياتهما معًا، وبترقب واهتمام تابعت عملية هدم منزل أسرتها التي كانت تتواجد معها في منزل أحد أقاربهم في البلدة، لمراقبة العملية التي استمرت حتى أذان فجر الاثنين الماضي، وتقول “أمضيت الليلة أنا ووالدتي واخواني، نفكر بمنزلنا الذي أرغمنا الاحتلال على تركه وسرق كل ذكرياتنا، وعندما سمعت باقتحام بلدتنا، أصبحت أفكر كيف سيهدمه الاحتلال ويحرمنا منه”، وتضيف “طوال الوقت، كانت تتكرر أمامي صور والدي وابتسامته وصموده وقهره للاحتلال، وانتظرت الصباح حتى أبعث له رسالة عهد ووفاء .. فالهدم لن يهدمنا والاحتلال لن يهزمنا”.

عملية الاحتلال أسفرت عن استشهاد شاب وإصابة 15 آخرين بالرصاص الحي وسط مواجهات واشتباكات مسلحة عنيفة خاضها مقاومون، وانتهت بتدمير منزل الأسير جرادات، وفور انسحاب جيش الاحتلال، وبينما كان الأهالي يتوافدون للتضامن مع عائلة جرادات ، فوجيء الجميع ، بوصول الطفلة ميار لتتفقد معهم آثار الدمار، لكنها تمتعت بإرادة ومعنويات عالية وقوة وشجاعة أذهلت الجميع. الطفلة، تحدثت بجرأة أمام وسائل الإعلام، وقالت لمراسل “ے” دوت كوم، “هدموا منزلنا لأنهم مقهورين من بطولة أبي وجهاده في سبيل الله وأرضنا التي يريدون طردنا منها وتدمير حياتنا ومنازلنا .. لكن والدي والأبطال مثله لن يسمحوا له بذلك”، وأضافت “والدي اختار الطريق الصحيح لكي نرتاح من الاحتلال والمستوطنين، ولن برهبوننا أو يخيفوننا بعملية الهدم، هم يهدومون ونحن نبني”. حدقت ميار، بآثار الدمار الذي خلفه الاحتلال، وقالت: “هناك كانت غرفتي التي دفنوها، لكن عملية الهدم شيء عادي، هدموا منزلنا أمر عادي وطبيعي فهذا هو الاحتلال ولن نتوقع منه سوى الخراب والقمع والسجن والألم، ولكننا سنبقى هنا ولن نركع .. بإذن الله سنبقى صامدين ونقاوم حتى يرحل الاحتلال عن أرضنا وقدسنا ونحرر أسرانا”.
ووجهت ميار رسالة لوالدها قالت فيها: “أبي .. هدموا منزلنا وهذا شيء عادي من الاحتلال ولن يرهبنا وما بيهمنا .. لا تقلق وابقى شامخًا، فأنت ستبقى قدوتنا وعزتنا، وكله فداء لفلسطين والقدس والوطن”. وتواصل قوات الاحتلال اعتقال الأسير محمود جرادات مع مجموعة من أقاربه الأسرى المتهمين بالضلوع في عملية “حومش”، وقرر الاحتلال هدم منازل ثلاثة أسرى آخرين، ما زالوا معزولين في أقبية التحقيق ومددت المحاكم توقيفهم.

تقرير: علي سمودي- جنين القدس

1 تعليق

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا