صهينة ماكرون ويهودية ستورا

0
210
بنجامين ستورا
بنجامين ستورا

فرنسا الاستعمارية بالأمس واليوم هي الوجه العبوس القمطرير، حتى وإن تزينت بأغلى عطور باريس من “كريستيان ديور ” إلى “جاردان دي فلور “، ستبقى دماء الشعوب المتحررة والمستعبدة لعنة تلاحقها مثل لعنتي “المروحة” و”بيان بيان فو”، لن تغير من جلدتها ولو بالتقادم، سواء كانت يمينية أو يسارية فطباع الضباع نابية متوحشة لا تؤتمن وإن أظهرت للعالم أنها مهد الحضارة وحقوق الإنسان.

بيان الايليزيه، كان واضحا بل أكثر وضوحا من سابقيه، فجاء صريحا بأن فرنسا ماكرون لا يمكنها تقديم أي اعتذار للجزائر وايمانويل المتصهين سيشارك في الاحتفالات القادمة لفرنسا بمناسبة اليوم الوطني لـ “بيعة الحركى” الذين باعوا الوطن بثمن بخس فإرتقوا إلى مزبلة التاريخ وأقبرتهم الجغرافيا وخسروا الأرض والعرض معا، وسيظلون إلى آخر العمر وصمة عار تلاحق ذكراهم في السر وفي العلن ولو قلدوا أعلى النياشين والأوسمة.

فهل بقي هناك حديث يفترى بعد تقرير بنجامين ستورا الذي كلف بالملف بالنسبة لفرنسا أنه لا جدوى من الاعتراف وكأن الأمر لا يستدعي لذلك، فهل بعد رده السلبي ومحاولة فتح جبهة أخرى على أساس أنه مهدد في حياته بعد تقريره هذا، ننتظر ردا من مدير الأرشيف الوطني ومستشار الرئيس تبون عبد المجيد شيخي بالنسبة للجزائر .

ستورا المؤرخ الشيوعي المذهب، اليميني التوجه يعرف الجزائر جيدا، ويعرف “مناطق الذل” في الحكومات الفرنسية الاستعمارية أحسن مما يعرفه عن مناطق الظل اليوم، ولعل زياراته المتكررة إلى البلد بحكم ارتباطه بكتابة تاريخ ثورة نوفمبر والتاريخ للأحداث والجرائم التي تكبدها الشعب الجزائري،جعله يرتبط ارتباطا وثيقا بمثقفيها ومؤرخيها، وكان عليه التأكيد في تقريره على وجوب الاعتراف والتعويض عن الضررين المادي والمعنوي منذ الاحتلال إلى غاية اليوم.

فهو يدرك جيدا حجم المعاناة التي تكبدها الشعب طيلة قرن ونصف من الزمن وتراجيديا الثورة كتب عنها وآلف أمهات الكتب كاشفا بذلك الحقائق التاريخية التي تستر عنها مجرمي الحرب من سانت أرنو ولافيجري إلى ماصي وصالان.

الاعتراف بجرائم فرنسا مرهون بتعويض ضحايا الحرب التحريرية وضحايا التفجيرات النووية، ومرهون أيضا بإستلام قوائم شهداء المعتقلات والسجون في الجزائر ونهر السين والمهجرين إلى مدن” الكيان ” وفوق هذا وذاك منحنا الأرشيف الذي تم تهريبه كاملا غير منقوص مصحوبا بخرائط ألغام الموت على خطي شال وموريس التي لا تزال إلى غاية كتابة هذه الأسطر تحصد الأرواح.

مابين صهينة مانويل ماكرون ويهودية بنجامين ستورا يغرق إعتراف منقوص النوايا مبتور العزيمة والهمم.

بقلم : ي.النجاعي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا