أستنكر عدد من مشايخ الجزائر التصريحات التي أدلى بها أستاذ على قناة تلفزيونية تبث على الويب، تجاوز فيها في حق أفضل الصحابة أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما ومغالطات تاريخية فاضحة تتعلق بحروب الردة وجهل بحقيقة تشريع الزكاة وحكمتها.
وندد المصدر ذاته في بيان وقعه 19 شيخا، ما صدر عن قناة ” التحرير ويب” الالكترونية في بيانها الأول من وصف بعض المعلقين والمتفاعلين الفيسبوكيين- وإن بالغ بعضهم- بالخلايا الداعشية النائمة ونعتبر ذلك تجاوزا خطيرا لا نرتضيه لمنطقتنا ووطننا –وإن لم يكن ذلك مقصودا- .
والتطاول على كبار الصحابة، كان من المسمى أحمد زغب، وهو أستاذ الأدب الشعبي بجامعة حمة لخضر بالوادي، بقوله إن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق استغل الدين للوصول إلى السلطة.
وظهر زغب في إحدى برامج قناة “التحرير ويب” الالكترونية، ومقرها ولاية الوادي، حيث تحدث عن الصحابي أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقدم مفاهيم اعتبرها المتابعون صادمة.
ويزعم أحمد زغب أن حروب الردة كانت قائمة بالأساس على مقاتلة من امتنع عن أداء الزكاة وهم مسلمون وليسوا كفارا.
وذهب المعني ليطعن في ركن الإسلام “الزكاة” أنها “مجرد طقس ديني بين المزكي والمحتاج”، ولا علاقة للحاكم بإلزام الناس بها ومعاقبتهم على رفض إخراجها.
وأوضح بيان المشايخ ضد احمد زغب والقناة التي روجت له، أن “الأمة أجمعت سلفا وخلفا على عدالة الصحابة رضوان الله عليهم جميعا وفضلهم ومكانتهم ، وأن الخوض في أعراضهم والتنقيص من أقدارهم بدعة منكرة وجريمة مستشنعة”، وعلينا أن نفرق بين حرية الفكر وبين التعدي على الثوابت والمعتقدات وهذا ما كان ينبغي للقناة أن تجعله من ثوابت خطها التحريري.
وأشار البيان إلى أن “التوضيحات التي قدمها مدير القناة في حصة السبت 28 أوت تنصلا من الاعتذار بل وإصرارا على صحة وسلامة موقفه، حيث تأملنا أن يصرح فيها بالاعتذار من متابعيه وممن تعنيهم الإساءة إطفاء لنار الفتنة”.
وأضاف البيان “لقد كان كثير من الأساتذة والشيوخ من المقدرين جهد القناة في التنوير ، ويعتبر بعضهم من ضيوفها الدائمين ومديري بعض حصصها، ولقد وضعتهم هذه الحصة وما تلاها من بيانات وتوضيحات غير مقنعة في حرج مع مبادئهم ومتابعيهم، وهذا يستلزم من إدارة القناة مراجعة خطها التحريري بما يتوافق مع ثوابت الأمة إن أرادت لنفسها مكانة في مجتمعها.
من جهة أخرى أشاد المشايخ بالهبة الشعبية الإيجابية دفاعا عن عرض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تنبئ عن خيرية أبناء المنطقة ومدى تمسكهم بالثوابت والغيرة عليها، ونؤيد كل ما وافق الشرع من ردود أفعالهم، مطالبين القناة إن أرادت رد الاعتبار من النخبة والجماهير المتابعة والمشاركة و إعادة ربط جسور التواصل مع شيوخ المنطقة ودعاتها، أن تعتذر اعتذارا صريحا عما بدر منها مما أشرنا إليه آنفا، وأن تتعهد بعدم فسح المجال للحديث في مسائل العقائد وأحكام الشريعة لمن عرف بمواقفه ضد ثوابت الأمة.
