الزوايا والكتاتيب..

حصن منيع انكسرت عليه حملات التنصير ومخططات الاستعمار الفرنسي

0
316

ارتبطت المدارس القرآنية والزوايا والكتاتيب، بتاريخ الجزائر المجيد، حيث ساهمت بشكل كبير وفعّال، إلى جانب دورها التعليمي المنزط بها، في محاربة التنصير ومقاومة مخططات الاستعمار الفرنسي الذي سعى لتغريب الهوية الجزائرية.

بدأ الاستعمار بدخوله إلى الجزائر عام 1830، بضرب الهوية الجزائرية الأمازيغية والعربية الإسلامية، من خلال محاربة اللغة العربية ولهجات البلاد ونشر الفرنسية، وهدم المساجد وتحويلها إلى كنائس، ونشر المسيحية من خلال حملات التبشير ودور الكنيسة الذي رافق مخططات الاستيطان الأوروبي والفرنسي بالجزائر، من خلال مبشرين اتخذوا مساعدة المستضعفين حجة للوصول إلى أهدافهم بنشر المسيحية في المجتمع الجزائري وتهيئة الأرضية والمناخ الملائم لقدوم المستوطنين.

ولعل أبرز المبشرين القس الفرنسي لافيجيري الذي أسس لحركة تبشيرية بالجزائر بدأت منذ تعيينه عام 1867 إلى غاية نهاية مهمته عام 1880.

محاولات فرنسا القضاء هوية الجزائريين لم تتوقف عند حملات التنصير فقط وهدم المساجد وتشويهها، بل امتدت إلى تشويه العمران الجزائري الإسلامي بإحداث تغييرات أو هدم أجزاء من القصور والمساجد العتيقة والحصون وغيرها، واستبدالها برموز فرنسية سواء لشخصيات أو أماكن أو رسوم أخرى مسيحية.

وبالتالي الحرب التغريبية على الجزائر، والتي لم تفلح لوقوف الزوايا والكتاتيب القرآنية في وجهها، من خلال تعليم الأطفال على التربية الدينية الإسلامية الصحيحة وبث روح الأخوة وحب الوطن في نفوسهم وقلوبهم.

ولعل أغلب علماء الجزائر ومفكريها في الزمن الاستعماري وقبله، تخرّجوا من الزوايا على سبيل المثال البشير الإبراهيمي، عبد الحميد ابن باديس، شاعر الثورة مفدي زكرياء، وآخرين كثر، حيث تعلموا القرآن واللغة العربية بالزوايا والكتاتيب، ثم درسوا في الخارج وتحديدا بجامعي الزيتونة بتونس والأزهر بمصر، وكذلك بالمدينة المنورة، ما يدل على أنّ المدرسة القرآنية الجزائرية على قلّة إمكانياتها في تلك الحقبة لعبت دورا فعّالا في محاربة الاستعمار بمختلف أشكاله لاسيما الشق التبشيري الذي سعى لمحو آثار هوية الجزائريين والجزائريات.

وعلى ذكر الكتاتيب والزوايا، وجب التنويه بدور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي تأسست خلال الحقبة الاستعمارية عام 1931 من قبل مجموعة من العلماء الجزائريين، حيث سطرت الجمعية تحت شعار “الإسلام ديننا، العربية لغتنا، والجزائر وطننا” ثلة من الأهداف على رأسها إحياء الشعب الجزائري والنهوض به، والمحافظة على هويته.

حسام الدين وائل

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا