92 % من العائلات المغربية ترفض عودة أطفالها من مدينة سبتة

0
882
سبتة

رفضت 92 بالمائة من الأسر المغربية، عودة أبنائها القصر من مدينة سبتة، التي تدفقوا عليها بشكل غير مسبوق، مفضلة بقاءهم في اسبانيا على العودة إلى المغرب، على أمل الحصول على فرص للحياة الكريمة هناك.

وكشفت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، أن “من بين 200 أسرة مغربية تم الاتصال بها، 92 بالمائة منها رفضت عودة أطفالها إلى المغرب، بمبرر أنها لا تستطيع رعايتهم، وتفضل بقاءهم في إسبانيا للبحث عن الفرص هناك”.

واستنادا للإحصائيات، قالت “ايفي”، إن 920 قاصرا مغربيا من بين حوالي 1500 لا يزالون في مدينة سبتة، وتعمل سلطات المدينة على ربط الاتصال بعائلاتهم قصد إرجاعهم للمغرب.

وأضافت في سياق متصل، أن اغلب المكالمات التي تلقتها السلطات الاسبانية، من مئات العائلات المغربية التي تبحث عن أبنائها بين الواصلين إلى سبتةّ، كانت للتأكد من ان القاصرين على قيد الحياة، مشيرة إلى أنه من بين أكثر من 4400 مكالمة، أكدت الأغلبية المطلقة للعائلات، أنها لا تريد عودة أطفالها إلى المغرب. وحسب السلطات الاسبانية، فمن أصل 920 قاصرا مغربيا، توجد 67 فتاة، فيما تمت إعادة المئات.

ونددت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز، السبت، باستخدام المغرب “غير المقبول” للقصّر لانتهاك حدود إسبانيا بعدما وصل عدد قياسي من المهاجرين الأسبوع الماضي، متهمة الربا ط بـ”الاعتداء” و”الابتزاز”.

وقالت مارغريتا روبلز، “الأمر غير مقبول من جميع وجهات النظر سواء من ناحية القانون الدولي أو الإنساني”، مضيفة “لا يمكن لأي دولة تتصرّف بروح حسن الجوار استخدام القصّر بهذه الطريقة”.

كما اتهمت مدريد، المغرب باستخدام “حيل” لتشجيع صغار السن على عبور الحدود في محاولة منها للضغط على إسبانيا على خلفية مواقف مدريد الداعمة للشرعية الدولية في الصحراء الغربية.

ولا يتعلق الأمر بالقصر فقط ، الذين فروا من ضنك العيش في المغرب، بل بعائلات بأكملها، بينهم رضع، حيث نجح الحرس الاسباني في إنقاذ حياة طفل رضيع مغربي عمره شهران فقط.

وتظهر الصورة التي نشرها الحرس المدني الاسباني على حسابه على “تويتر”، غواصًا أسبانيا تابعًا للمجموعة الخاصة بالأنشطة تحت الماء، وهو ينقذ رضيعًا ,من البحر بالقرب من مدينة سبتة، وذلك خلال تدفق ألاف المهاجرين المغاربة، نحو اسبانيا في صورة غير مسبوقة، تزامنت مع أزمة دبلوماسية بين مدريد و الرباط، بسبب الصحراء الغربية.

ويروي الغواص الاسباني قصته مع الرضيع، قائلا إنه ” رأى أولاً أمًا تحاول السباحة وتصارع خوفا من أن يجرفها التيار ..بدون تفكير، ذهبت بسرعة لرؤية هذه الأم”، مردفا، “عندما اقتربت، اعتقدت أنها كانت تحمل حقيبة ظهر، لكن سرعان ما أدركت أنها تحمل رضيعا معها.”

وقال بتأثر، “الطفل كان معلقا على ظهر أمه، وكان متجمدًا وباردًا، ولم يقم بأي إيماءات، ولم أكن أعرف ما إذا كان حيا أم ميتا”.

وندد العديد من الحقوقيين لمغامرة النظام المغربي، بحياة العشرات من القصر لتحصيل مكاسب سياسية غير شرعية، و قال الخبير المغربي، محمد الشرقاوي في هذا الصدد، ” هناك حد فاصل بين الضغط السياسي والإسفاف اللا إنساني”، مشيرا، أن ضخُّ الآلاف من الراغبين في الهجرة وأيضا ممن هجّرتهم الدولة إلى سبتة للضغط بشبح الهجرة غير النظامية لن يحرج مدريد أو الاتحاد الأوروبي في بروكسيل، بقدر ما يستعرض فشل حكومة الرباط في احتواء أزمة الاحتباس المعيشي ومعدلات البطالة المرتفعة”.

محمد اسلام

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا