ساعات قليلة تفصل تلاميذ البكالوريا عن اجتياز هذا الإمتحان المصيري، ليزداد شعور الكثير منهم بالخوف والتوتر بصورة لا إرادية خاصة إذا ما مورس عليهم ضغط في المحيط الأسري، ليبقى اليوم الأخير وليلة الامتحان أوقات ينبغي أن يحاط فيها التلميذ بعناية سيكولوجية وغدائية خاصة.
إن الضغط النفسي الذي يعتبر من المؤثرات الداخلية والخارجية التي يتعرض لها التلميذ المقبل على امتحان البكالوريا والتي قد يستجيب لها بالتوتر والخوف والقلق وعدم الإتزان، وذلك راجع إلى عدم قدرته على الموازنة بين ما يتمتع به من إمكانات وبين ضغوط البيئة المحيطة به، من ضغوط أسرية، وضغوط مدرسية حيث تشكل له تهديدا وعبئا ثقيلا على عاتقه.
ونجد بعض العائلات تفرض على أبنائها الحصول على معدلات عالية قد تفوق قدرتهم مما يجعلهم يبذلون جهدا فوق طاقتهم أو أنهم يشعرون بالإحباط في حالة ما إذا فشلوا في الحصول على المعدل المطلوب ما يؤثر سلبيا على حالتهم النفسية.
يعتبر الحرص الشديد على الدراسة والقسوة والرهبة والضبط وعدم التغاضي عن أي تقصير أو خطأ إضافة إلى معاناة المذاكرة والتحصيل، والخوف من الإمتحان وقوانين الإدارة كل ذلك يؤدي به إلى التوتر والقلق والإحباط وهذا مايجب تجاوزه.
إن مراجعة الدروس بطريقة عشوائية قد يسبب التوتر، كما أن الحفظ الجيد يساعد على سرعة التذكر وسهولة المراجعة ، فالمراجعة المكثفة ستتعب التلميذ فلا يستوعب كل ما حفظه .
يقول العديد من علماء النفس أن الطريقة الصحيحة والفعالة للإستيعاب هي المراجعة لمدة 20 دقيقة ثم التوقف للراحة لمدة 5 دقائق واستئناف الدراسة مجددا حتى لا يشعر بالإرهاق.
ومن جهة أخرى يجب على التلاميذ الحرص على الدراسة في المنزل وفي غرفة خاصة تكون مزودة بكل ما يلزم من كتب ودفاتر لكي لا يبقى التلميذ مشتتاً في عدة غرف.
وفيما يخص طريقة الإجابة على التلميذ الإنتباه إلى أسلوبه في الكتابة أثناء الإمتحانات، فالأسلوب الجيد يأتي من غزارة المفردات في مخزون الطالب، ومن حسن انتقائها، ومن متانة العبارات، ومن روعة صورها، لأن أغلب المصححين يركزون على الأسلوب وطريقة الكتابة.
إن امتحان البكالوريا من وجهة نظر التلاميذ وأوليائهم هو مرحلة انتقالية إلى الجامعة تحدد مستقبلهم وبها يضمنون شهادة تمكنهم من الحصول على وظيفة، وهذا ما جعل الكثيرون يتصورون أن الفشل في البكالوريا هو نهاية الحياة، وهذا اعتقاد مغلوط يجب تجاوزه، فالنجاح قد يكون في مجالات عديدة ليس فقط النجاح في الدراسة.
رميساء.رحماني